الفاو: الزراعة يجب أن تتغيّر لمواجهة تحديات الأمن الغذائي الجديدة

وأشار الرئيس التنفيذي لمنظمة "فاو" إلى أن أعداد من يعانون الجوع المزمن تراجعت بمقدار 100 مليون على مدى العقد الماضي، لكن ثمة 805 ملايين لا زالوا مع ذلك يعانون نقص الغذاء وقصور التغذية... متحدثاً أمام الوزراء والعلماء والمزارعين، وغيرهم من ممثلي المجتمع المدني في العاصمة الفرنسية خلال المنتدى الدولي حول الزراعة وتغير المناخ.وأكد أنه بالرغم من أن العالم ينتج ما يكفي من الغذاء لإشباع الجميع، يظل الجوع مشكلة قائمة.وأضاف غرازيانو دا سيلفا، "بالنظر إلى أن إنتاج الغذاء ليس شرطاً كافياً لتحقيق الأمن الغذائي في ذاته، يعني ذلك أن الطريقة التي ننتج بها غذاءنا لم تعد مقبولة".ومضى قائلاً، إن "ما نحن بصدده، ما زال على الأكثر نموذج إنتاج غير قادر على الحيلولة دون تدهور التربة أو منع فقد التنوع البيولوجي - وكلاهما سلع أساسية لا غنى عنها وبخاصة للأجيال القادمة. لذا، فالمتعين إعادة النظر في هذا النموذج... إذ نحن بحاجة إلى نقلة نوعية، وإلى نظم غذائية أكثر استدامة وشمولية ومرونة".وحذر من أن "تأثيرات تغير المناخ لم تعد تهديدا متوقعاً، وإنما هي حقيقة واقعة أمام أعيننا جميعاً"، وأضاف : "لن يؤثر تغير المناخ على الإنتاج الغذائي قصراً ولكن أيضاً على توافره واستقرار الإمدادات. وفي ظل الاقتصاد المترابط عالمياً، يجعل تغير المناخ السوق الدولية للمنتجات الزراعية أقل قابلية للتنبؤ بها وأكثر تطايراً".وفي كلمته، شدد المدير العام للمنظمة على الدور البالغ الأهمية الذي تؤديه التربة السليمة، مضيفاً أن "ربع التنوع البيولوجي في العالم على الأقل تستضيفه التربة، دع عنك مدى أهميتها الحاسمة في استكمال دورة الكربون، وهي تساعدنا على التخفيف من تغير المناخ والتأقلم له".واتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة من عام 2015 سنة دولية للتربة، وتتولى منظمة ال"فاو" دور الوكالة الرائدة لتنسيق أنشطة هذا العام.وأعرب غرازيانو دا سيلفا، عن اعتقاده بأن ما يعرف باسم "الزراعة الذكية مناخياً" هي نهج مبتكر لضبط الممارسات الزراعية وجعلها أكثر تكيفاً ومرونة لضغوط بيئية، وفي الوقت نفسه خفض التأثيرات الزراعية على البيئة.وسلط المدير العام للمنظمة الضوء على "الإيكولوجية الزراعية" باعتبارها وسيلة واعدة لتحريك الإنتاج الغذائي على مسار أكثر استدامة. ويعتمد هذا النهج النظرية البيئية لدراسة وإدارة النظم الزراعية لكي تصبح على حد سواء أكثر إنتاجية وأكثر قدرة على صون الموارد الطبيعية.ويأتي المنتدى المنعقد اليوم باعتباره الأول في سلسلة أحداث ستقود إلى انعقاد قمة المناخ في ديسمبر/كانون الأول 2015.