منظور عالمي قصص إنسانية

جمال بن عمر: اليمن يقف في مفترق طرق إما الحرب الأهلية أو إعادة العملية الانتقالية إلى مسارها

جمال بن عمر
جمال بن عمر

جمال بن عمر: اليمن يقف في مفترق طرق إما الحرب الأهلية أو إعادة العملية الانتقالية إلى مسارها

وصف جمال بن عمر المستشار الخاص للأمين العام المعني باليمن التطورات التي شهدتها البلاد خلال الأسابيع القليلة الماضية بالمأساوية.

وأضاف، أمام مجلس الأمن الدولي، أن اليمن يقف في مفترق طرق."إما أن ينزلق نحو الحرب الأهلية والتفكك وإما أن يجد مخرجا ويعيد العملية الانتقالية إلى مسارها. وهذا يتوقف بشكل رئيسي على الإرادة السياسية للقادة اليمنيين، إنهم يتحملون جميعا مسؤولية ما آلت إليه الأمور وعلى عاتقهم جميعا تقع مسؤولية إخراج البلاد من الهاوية."وذكر بن عمر أنه واصل المساعي الحميدة التي يبذلها الأمين العام من خلال تنظيم مفاوضات يومية يشارك فيها اثنا عشر حزبا سياسيا، بما فيهم أنصار الله، وذلك للتوصل إلى حل توافقي للمأزق السياسي الحالي.وفي إفادته للمجلس أشار بن عمر إلى إقدام أنصار الله على اتخاذ إجراء من طرف واحد تضمن ما سمي بالإعلان الدستوري وحل مجلس النواب وتشكيل مجلس رئاسي من خمسة أعضاء بالإضافة إلى استلام لجنة ثورية عليا مقاليد إدارة البلاد مؤقتا."لقد أسفرت هذه الخطوة أحادية الجانب عن ردود فعل قوية على الصعيدين المحلي والدولي، فقد رفضت الأحزاب السياسية الرئيسية هذا الإعلان ودفعت ضبابية الموقف وتفاقم الأوضاع الأمنية بعدد من البعثات الدبلوماسية الرئيسية إلى إغلاق سفاراتها ومغادرة البلاد مؤقتا. لقد أوضحت بما لا يدع مجالا للشك موقفي وعبرت عن الأسف الشديد للتحرك أحادي الجانب الذي أقدم عليه أنصار الله، خاصة وأن المفاوضات كانت تحرز تقدما جيدا." وقال بن عمر إنه أوضح لكل الأطراف، ومنها أنصار الله، أنه لا يمكن الخروج من المأزق السياسي الحالي إلا من خلال حوار سلمي ومفاوضات قائمة على أسس الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة. وأضاف بن عمر أن عبد المالك الحوثي أكد ترحيبه بحل تفاوضي توافقي ترعاه الأمم المتحدة. وأعرب بن عمر عن سعادته لموافقة الجميع على استئناف المفاوضات.وأطلع المستشار الخاص أعضاء مجلس الأمن على سير المفاوضات والاجتماعات اليومية، وقال إنها أحرزت تقدما."لازلنا في خضم مفاوضات دقيقة وحساسة حيث تتم مناقشة مواضيع معقدة تتعلق بترتيبات الحكم خلال الفترة المقبلة بما في ذلك السلطات التشريعية والتنفيذية، وتدرس الأطراف ترتيبات تقاسم السلطة أو الشراكة في حكومة وحدة وطنية جديدة، فضلا عن سبل وإجراءات تفعيل دور المؤسسات الأمنية للدولة من أجل الاضطلاع مجددا بمسئولياتها."وتطرق بن عمر إلى الوضع في محافظة مأرب الغنية بالنفط ووصفه بأنه متوتر للغاية، وقال إن معظم اليمنيين متخوفون من اندلاع مواجهات بين الحوثيين ورجال القبائل في أي لحظة. وأضاف أن الوضع في الجنوب غير مستقر، وأصبحت أصوات الجنوبيين، الذين عانوا لسنوات من التمييز والتهميش أعلى من ذي قبل، وعادت كثير من تلك الأصوات للمطالبة بالانفصال.وذكر أن حالة عدم الاستقرار السائدة حاليا توفر الظروف المواتية لتقوية تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب، وأن هناك مخاوف حقيقية من احتمال إقدام التنظيم على إقامة معاقل له في محافظات أبين وشبوة وحضرموت ومأرب. وفي ختام كلمته أكد جمال بن عمر أن الأمم المتحدة لن تغادر اليمن ولكنها تجدد التزامها تجاه اليمنيين وهم يتطلعون إلى إكمال مسيرة الانتقال السياسي.