منظور عالمي قصص إنسانية

الفاو: قلق متزايد إزاء وضع الرعاة في جنوب السودان

Photo: FAO/Jose Cendon
FAO/Jose Cendon
Photo: FAO/Jose Cendon

الفاو: قلق متزايد إزاء وضع الرعاة في جنوب السودان

وسط فرار أصحاب الماشية في جنوب السودان من الصراع الدائر، شرد الملايين من الحيوانات، مما أدى إلى تفشي جديد للأمراض وتصاعد التوتر بين الجماعات الرعوية والمزارعين، وكذلك داخل المجتمعات الرعوية المختلفة.

وتقود منظمة الأغذية والزراعة، الفاو، وشركاؤها الجهود المبذولة لمكافحة تفشي الأمراض والحفاظ على نظام الرعاية الصحية الحيوانية. ففي الأشهر الأخيرة، جالت فرق من خبراء الماشية لدى الفاو جنوب السودان، وقامت بإجراء العشرات من التقييمات والتحقيقات في المرض، ومهام الرصد.ومن خلال عملها مع المجتمعات المضيفة والرعاة، رصدت فرق المنظمة أنماط مقلقة لأمراض حيوانية جديدة، وارتفاع حدة العنف في التنافس على الأراضي للرعي وتردي أوضاع الماشية.وتلعب الثروة الحيوانية دورا حاسما في مجتمع جنوب السودان، فهي تمثل أكثر بكثير من مجرد مصدر هام من مصادر الغذاء، وعادة ما يكون الألبان. الماشية، الثروة الحيوانية هي رمز الثروة والمكانة. وهي الأصل الرئيسي للرعاة - تباع نقدا، أو مقايضة مقابل الحبوب، وتقدم في حالات نادرة كمهر للزواج، وتذبح في الاحتفالات الخاصة. ويعاني المزارعون والرعاة من الصراع الدائر. فقد قام المزارعون بتقليص حجم الأراضي التي يتم زرعها بنسبة تصل إلى 40 في المائة في مناطق مثل مقاطعة الرنك. كما ارتفعت أسعار المواد الغذائية الأساسية بما يقدر بأربعة أضعاف عنها في معظم المناطق المتضررة من النزاع، وفقا لتقرير لمنظمة الأغذية والزراعة صدر في ديسمبر /كانون الأول. وفي حين أن النزاعات القبلية والغارات على الماشية ليست غير شائعة في جنوب السودان، إلا أن الحركة المتزايدة للماشية على طول طرق الهجرة من أجل الفرار أو تجنب العنف، وخاصة المناطق الزراعية، قد خلقت توترات في المجتمعات الزراعية، غالبا ما تؤدي إلى العنف. وهذه الديناميكيات تقوض بشكل خطير الاستقرار الاجتماعي، بما في ذلك في مناطق البلاد الأقل تضررا من النزاع السياسي الذي اندلع في ديسمبر /كانون الأول عام 2013.وانتشرت الأمراض في المناطق غير المصابة سابقا بسبب حركة تنقل الماشية، مثل مرض حمى الساحل الشرقي، والحمى القلاعية وداء المثقبيات والتي تهدد إنتاج الماشية والأمن الغذائي وسبل العيش للمجتمعات الرعوية في جميع أنحاء البلاد.كما أن تراجع إنتاج الحليب وفقدان الماشية نتيجة لهذه الأمراض يزيد من خطر سوء التغذية، وخاصة بين الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات الذين يعتمدون على الحليب باعتباره جزءا أساسيا من نظامهم الغذائي. وبالنسبة لمعظم الرعاة، فقدان الماشية يعني فقدان مصدر رزقهم بأكمله.