منظور عالمي قصص إنسانية

المزارعون والرعاة العراقيون في أشدّ الحاجة إلى الدعم الدولي

Photo: FAO/Alessandra Benedetti
FAO/Alessandra Benedetti
Photo: FAO/Alessandra Benedetti

المزارعون والرعاة العراقيون في أشدّ الحاجة إلى الدعم الدولي

جاء في بيان لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة أن أعمال إعادة التأهيل الزراعي بدأت في العراق، لكن الحاجة تمسّ إلى 38.5 مليون دولار للحيلولة دون انهيار سبل المعيشة والإنتاج الغذائي.

وذكر البيان أنه تم توزيع بذور القمح والأسمدة والعلف الحيواني إلى ما يقرب من 28000 أسرة زراعية في العراق وذلك كجزء من جهود منظمة منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو" الرامية إلى تعزيز الإنتاج الغذائي ومساعدة سكان العراق على التعافي. غير أن المنظمة تحذر من أن هنالك حاجة ملحة إلى 38.5 مليون دولار أمريكي إضافية لدعم القطاع الزراعي والحيلولة دون انهياره، ووقف التفاقم المستمر في أوضاع الأمن الغذائي على نحو مروِّع.ونتيجة للاضطرابات التي يشهدها العراق، لحق ضرر شديد بحصاد موسم يونيو/حزيران الماضي، مما قلّص توافر المواد الغذائية في جميع أنحاء العراق. ويقدر أن نحو 2.8 مليون شخص في العراق يتطلبون مساعدات غذائية في الوقت الحالي. ومن الممكن أن تتحول الأوضاع من سيئ إلى أسوأ إذ تُواصل الأسر فقد الأصول الإنتاجية وفرص الدخل، أو تجد نفسها مجبرة على التخلص من الماشية ببيعها مقابل نقد سائل.وحذر المدير العام المساعد للمنظمة والممثل الإقليمي للشرق الأدنى وشمال إفريقيا، د. عبد السلام وِلد أحمد، قائلاً "إن لم تُعالج الأوضاع في الوقت المناسب، فلسوف تتجه لا محالة إلى الاعتماد على المعونة الغذائية وغيرها من أشكال المساعدة لأمد طويل مقبل". وأضاف، أن "الملايين من السكان المستضعفين في العراق هم في أمسّ الحاجة إلى المساعدة على استعادة اكتفائهم الذاتي وبناء قدراتهم على الصمود ومرونة الاستجابة".وبدأت الفاو اليوم بتسليم البذور والأسمدة لعشرين ألفاً من المُزارعين في محافظات نينوى ودهوك وإربيل وديالى، لمساندتهم على إنجاز الموسم الزراعي الشتوي الجاري بنجاح؛ علماً بأن "فاو" تزود أيضاً 7500 من الرعاة في العراق بالأعلاف لفصل الشتاء، وذلك بفضل تمويل من المملكة العربية السعودية.ووصف د. فاضل الزعبي، ممثل المنظمة في العراق، هذه الخطوة بأنها "على جانب كبير من الأهمية"، لكنه أنذر من أن "الاحتياجات كبيرة، ونحن نواجه عجزاً مقداره 38 مليون دولار على الأقل من التمويل اللازم للحيلولة دون مزيد من انهيار القطاع الزراعي". وقال إن "الآلاف من المزارعين لا زالوا بحاجة إلى المساندة، وعدم توفير المساعدة لهم في الوقت المناسب سيجرّ تبعات خطيرة ومستديمة على قطاع الزراعة والأمن الغذائي للملايين من العراقيين".وأكد خبير الفاو أن "دعوة المنظمة إلى تعبئة التمويل المطلوب حالياً هي ذات بُعد زمني حرج، إذ تلزم هذه المساعدات لتمكين الأسر من الحيلولة دون هلاك ماشيتها، وحماية المحاصيل الاستراتيجية من البوار، وتعزيز الإنتاج الغذائي السريع المردود كتربية الدواجن وأعمال البستنة المحدودة، وتوليد فرص حيوية عاجلة للدخل".ويأتي نداء منظمة الفاو كجزء من خطة الاستجابة الاستراتيجية للعراق (2014 - 2015) التي أطلقتها الأمم المتحدة في الأسبوع الماضي. وتبلغ متطلبات التمويل الكليّة التي تحتاجها المنظمة 53.2 مليون دولار أمريكي لُبيّ منها إلى الآن نحو 28 في المائة فقط، مما خلّف ثغرة تمويلية بمقدار 38.5 مليون دولار.