بان يسلط الضوء على دور شراكة الأمم المتحدة مع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في مواجهة التحديات الإقليمية

وأكد الأمين العام عشية الذكرى الخامسة والعشرين لسقوط جدار برلين أنه استمر في تعميق العلاقات بين الأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون، على النحو المنصوص عليه في الفصل الثامن من ميثاق الأمم المتحدة، وأشاد بالمشاركة الفعالة للمنظمة ودورها البارز في التصدي لتحديات اليوم والمساعدة في تمهيد الطريق لحقبة جديدة من التعاون الدولي. وأضاف "بعد مضي ربع قرن من الزمان، ما زلنا نتصارع مع الكثير من الأعمال غير المنجزة، والسعي لدرء عودة أشباح الحرب الباردة لتخيم على عصرنا". "نحن نعيش في عالم انتقالي. وهناك قوى جديدة آخذة في الظهور. ومعدل التحضر والهجرة آخذ في الارتفاع. نحن نسعى لمسار أكثر استدامة وإنصافا للتنمية. وفي الوقت نفسه، فإن المشهد الأمني العالمي آخذ في التحول بشكل كبير ". وواصفا أزمة أوكرانيا "كمصدر قلق عميق، لخلقها انقسامات تمتد خارج المنطقة"، حث الأمين العام مرة أخرى جميع الأطراف المعنية على الالتزام بالتنفيذ الكامل للبروتوكول ومذكرة مينسك، وأشاد بمنظمة الأمن والتعاون، لانخراطها المبكر والفعال ودورها البارز على الأرض. وقال"بالإضافة إلى مأساة الخسارة في الأرواح سواء في البر أو الجو، تهدد الأزمة قدرتنا الجماعية على حل المشاكل العالمية". وأضاف أن "الانتخابات" في الجزء الشرقي من البلاد يوم الأحد الماضي كانت بمثابة "تطور مؤسف وغير مثمر، مؤكدا أن لدى الأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون "مسؤولية مشتركة لنزع فتيل التوترات، فيما كنا نعمل معا يدا بيد". وفي هذا السياق، أشار السيد بان إلى أن الوسطاء من مستشاري الأمم المتحدة وفروا الدعم التقني لبعثة المنظمة الخاصة للمراقبة في أوكرانيا، وأن الأمم المتحدة ملتزمة بالعمل مع المنظمة والجهات الفاعلة الدولية الأخرى لتقديم الدعم على المدى الطويل إلى أوكرانيا لحل قضايا عميقة الجذور كامنة وراء الأزمة. وأوضح "لدى منظمتينا الخبرة في دعم الانتخابات والوساطة والحوارات الوطنية، وسيادة القانون وإصلاح القطاع الأمني. بالإضافة إلى تقديم المشورة في عمليات الإصلاح القضائية والدستورية. علاوة على تصميم السياسات الاقتصادية والتجارية". وأضاف "دعونا نقوم بتجميع هذه القوى في الأشهر المقبلة". وتطرق إلى التحديات الأمنية الأخرى التي تواجهها منطقة منظمة الأمن والتعاون، حيث أشار إلى أن التوترات طويلة الأمد في جنوب القوقاز، وتطرف الشباب، وتداعيات العملية الانتقالية في أفغانستان على آسيا الوسطى، وتهديد الإرهاب هي من المخاوف التي يتعين التصدي لها من أجل تعزيز التنمية طويلة الأجل في المنطقة، والتي هي جزء من الهدف المشترك بين الأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون لتحسين حياة البشر. وقال الأمين العام إنه علاوة على ذلك، فإن المنظمة، بما لديها من خبرة طويلة، يمكن وينبغي أن تلعب دورا فاعلا في تشكيل النقاش بشأن إطار التنمية المستدامة لما بعد عام 2015. "من خلال العمل معا، يمكننا أن نكون أول جيل يقضي على الفقر المدقع وآخر جيل يعيش وسط تهديد تغير المناخ". وأضاف أن "الأمم المتحدة تعول على منظمة الأمن والتعاون للمساعدة في قيادة هذه المنطقة الشاسعة للوصول إلى قدر أكبر من الأمن والتعاون واللذين بدورهما سيقودان عالمنا إلى مزيد من السلام والتنمية وحقوق الإنسان".