منظور عالمي قصص إنسانية

بان يلتقي القادة الإسرائيليين والفلسطينيين، ويحث على إعادة بناء غزة وسط الجهود لحل "الأسباب الجذرية" للصراع

media:entermedia_image:8dcdcdb2-2098-4bfc-b627-01ad9a90064b

بان يلتقي القادة الإسرائيليين والفلسطينيين، ويحث على إعادة بناء غزة وسط الجهود لحل "الأسباب الجذرية" للصراع

أكد الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون في زيارة إلى المنطقة المضطربة منذ فترة طويلة،أن مشروع إعادة بناء غزة يحظى بقدر عال من الأهمية، إلا أن معالجة الأسباب الجذرية لعدم الاستقرار في المنطقة يعد أمرا بالغ الأهمية على حد سواء. وحث كلا من إسرائيل وأصحاب المصلحة الفلسطينية على التوصل إلى اتفاق و"تجنب صراع مأساوي آخر في المستقبل."

وخلال زيارة لمدينتي رام الله والقدس، حيث التقى في الصباح مع رئيس الوزراء الفلسطيني رامي حمد الله، وفي فترة ما بعد الظهر، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، دعا الأمين العام جميع الأطراف إلى وقف ما أسماه بدورة المعاناة التي عملت على تأجيج التوترات في المنطقة وولدت عقودا من عدم الاستقرار.

وقال بان خلال مؤتمر صحفي في رام الله مع رئيس الوزراء حمد الله. "في نهاية المطاف، لا يمكن حل الوضع إلا من خلال إطار أفق سياسي أوسع نطاقا ينهي ما يقرب من نصف قرن من الاحتلال ويقود نحو حل الدولتين حيث تتعايش دولة فلسطين مع إسرائيل في سلام وأمن".

وأضاف أن "الأمم المتحدة، وجميع النظم، ستواصل الدعم الكامل لجميع الجهود المبذولة في التفاوض لتحقيق حل الدولتين".

وتأتي زيارة الأمين العام في أعقاب مؤتمر عقد في القاهرة في نهاية الأسبوع لدعم خطة تدعمها الامم المتحدة لإعادة إعمار غزة بعد صراع دام 51 يوما تم خلاله تدمير أحياء بأكملها كما تم تشريد حوالي ثلث سكان غزة. كما تسبب أيضا في مقتل أكثر من 2،100 فلسطيني وأكثر من 70 إسرائيليا.

وفي رام الله، أشار الأمين العام إلى زيارته الأخيرة إلى المنطقة واصفا إياها "بوقت عصيب جدا"، وقال إنه في زيارته الحالية يحضر معه الأمل "لإعادة بناء غزة وخلق مستقبل أكثر إشراقا للشعب."

ووفقا لتقارير أولية، تعهدت الجهات المانحة التي شاركت في مؤتمر القاهرة بتوفير 5.4 بليون دولار لإعادة إعمار غزة، متجاوزة بذلك المبلغ الأصلي الذي طلبته السلطات الفلسطينية والبالغ 4 بليون.

وخلال لقائه مع رئيس الوزراء نتنياهو في القدس في وقت لاحق بعد ظهر اليوم، أكد الأمين العام أن الاتفاق الذي توسطت فيه الامم المتحدة بالسماح بوضع "آلية لإعادة إعمار غزة مؤقتة، ليس فقط من شأنه بدء إعادة بناء الأراضي المدمرة، ولكنه يأخذ أيضا في الاعتبار بشكل كامل المخاوف الأمنية المشروعة لإسرائيل".

وقد تم التوصل إلى الاتفاق الثلاثي، بتنسيق بين مكتب منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، وإسرائيل والسلطة الفلسطينية، في أيلول/سبتمبر، ويتيح العمل في النطاق المطلوب في قطاع غزة، شاملا القطاع الخاص، وإعطاء السلطة الفلسطينية دورا قياديا في جهود إعادة الإعمار في الوقت الذي يوفر ضمانات أمنية من خلال مراقبة الأمم المتحدة للتأكد من عدم تحويل هذه المواد لإغراض غير مدنية.

وأشار الأمين العام إلى أن إعادة البناء من شأنه أن يساعد على منع عودة الوضع الاقتصادي المتدهور لغزة والفلسطينيين والذي، حذر من أنه لن يؤدي إلا إلى إعادة عقارب الساعة إلى "المزيد من عدم الاستقرار والتخلف والصراع".

كما تطرق الأمين العام أيضاإلى الإعلان الأخير عن مخطط إسرائيل للمضي قدما في بناء المستوطنات في القدس الشرقية، في مخالفة للقانون الدولي، مشيرا إلى أنه "قلق جدا" بشأن التطورات ومحذرا من أنه قد يكون لها تأثير ضار على أي تقدم نحو سلام نهائي.

وأكد السيد بان كي مون هذه الرسالة خلال لقاءه مع الرئيس الإسرائيلي روفين ريفلين في وقت لاحق اليوم عندما حذر من أن المنطقة لم تعد قادرة على تحمل صرف الأنتباه عن معالجة "السبب الأساسي للصراع، ألا وهو عدم وجود تسوية سلمية شاملة."