منظور عالمي قصص إنسانية

اللجنة الدولية للصليب الأحمر: مئات الآلاف من الناس في غزة بدون ماء

Photo: World Bank/Natalia Cieslik
World Bank/Natalia Cieslik
Photo: World Bank/Natalia Cieslik

اللجنة الدولية للصليب الأحمر: مئات الآلاف من الناس في غزة بدون ماء

قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إن القصف المتكرر للبنية التحتية الهشة لشبكة المياة في غزة له آثار مدمرة، وذكرت اللجنة، أن مقتل عدد من الفنيين الذين يعملون في شبكة المياة التابعة للبلدية يسلط الضوء على الخطر الذي يواجههم لقيامهم بأعمال الصيانة الحيوية.

وقد استنكرت اللجنة الدولية وقوع الضحايا والأضرار التي لحقت بفرع الهلال الأحمر الفلسطيني في جباليا شمال قطاع غزة يوم 9 تموز/يوليو حيث جُرح اثنا عشر موظفا ومتطوعا ودُمرَت ثلاث سيارات إسعاف.

وشددت اللجنة الدولية على أهمية التزام الأطراف باتخاذ كل الاحتياطات الممكنة لحقن دماء السكان المدنيين وتجنيبهم تبعات الأعمال العدائية. ويحظر القانون أيضاً جميع الهجمات الموجهة ضد المدنيين والممتلكات المدنية.

وقال جاك دي مايو، رئيس بعثة اللجنة الدولية في إسرائيل والأرض الفلسطينية المحتلة:" إن مئات الآلاف من الناس في غزة محرومون من المياه في الوقت الراهن، وفي الأيام القادمة قد يعاني جميع سكان القطاع نقصاً حاداً في المياه".

وأضاف السيد "دي مايو" قائلاً: "تضررت أيضاً خدمات المياه والكهرباء من جراء العمليات العدائية الدائرة حالياً. في حال عدم توقف هذه العمليات، السؤال المطروح لم يعد يتعلق باحتمال مواجهة السكان لأزمة حادة في نقص المياه إنما متى سيواجهون تلك الأزمة".

وتقول اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إن المستشفيات ومخيمات اللاجئين والمدارس والمنازل بحاجة إلى المياه والكهرباء لكي تعمل، بيد أن الهجمات الأخيرة أدت إلى تعطيل أنظمة إمدادات المياه والكهرباء.

وتسببت الهجمات الأخيرة في توقف شبكات المياه والكهرباء عن العمل ومنع الفنيين من القيام بالإصلاحات الضرورية. وقد علّقت مصلحة مياه غزة، وهي الجهة التي تقدم خدمات المياه، جميع عملياتها الميدانية لحين إمكانية ضمان سلامة موظفيها، وذلك في أعقاب تعرض عدد من الفنيين العاملين لديها للقتل في الأيام القليلة الماضية.

وقال غليوم بيرهامبيرت، خبير المياه والصرف الصحي في اللجنة الدولية للصليب الأحمر:" تعاني أنظمة المياه في غزة من تدهور منذ سنوات. ومع الهجمات الأخيرة في القطاع ازداد شح المياه الصالحة للشرب تحت وطأة درجات الحرارة المرتفعة. وباتت المياه الملوثة وطفح مياه الصرف الصحي يشكلان مخاطر جسيمة على الصحة العامة.

وقد ساعدت فرق اللجنة الدولية السلطات في الأيام الأخيرة على إجراء إصلاحات ضرورية طارئة للبنى التحتية للمياه والصرف الصحي في قطاع غزة، مما أفضى إلى تحسُّن وضع أكثر من 90 ألف نسمة، ولكن يلزم اتخاذ إجراءات أكثر إقداماً على وجه السرعة.

وكثَّفَت اللجنة الدولية حوارها مع السلطات الإسرائيلية والفلسطينية. ويكمن في صميم القانون الدولي الإنساني - المعروف أيضاً باسم قانون الحرب - مبدأ التمييز الواجب بين المدنيين ومن يشاركون مشاركة مباشرة في الأعمال العدائية. وينبغي رسم خط واضح بين الأهداف العسكرية والأهداف المدنية.

وقال مايو:" ينبغي حماية المدنيين، كما يجب ضمان شروط السلامة في جميع الأحوال لسيارات الإسعاف والمستشفيات والعاملين في مجال الرعاية الطبية، حيث يحتاجون إليها للقيام بعملهم الحيوي".

ودعت اللجنة الدولية إلى توخي الحرص الدائم من أجل تجنيب السكان المدنيين والأعيان المدنية، وحمايتهم من الأخطار الناجمة عن العمليات العسكرية. ويشمل ذلك حماية الفنيين العاملين في قطاع المياه والبنى التحتية للمياه والكهرباء.