بان كي مون للشعب السوري: الأمم المتحدة لن تتخلى عن إعادة السلام إلى بلدكم
وسلط الأمين العام بان كي مون الضوء على تفاقم الحرب المروعة في سوريا التي لا تزال تنزف خارج حدودها. ورفض عدم مبالاة العالم بسفك الدماء ورفض الفكرة القائلة إن الحل العسكري هو السبيل الوحيد لوقف الحرب، وقدم بدلا من ذلك اتباع نهج مبدئي شامل من شأنه أن ينهي العنف، وتحريك المحادثات السياسية وزرع بذور مستقبل أفضل للشعب السوري.
وقال السيد بان في خطاب حماسي لجمعية آسيا:" يجب علينا أن نتصرف ازاء مشاهد الدمار في سوريا اليوم. إن جميع القيم والأسباب التي تكافح من أجلها الامم المتحدة هي على المحك الآن. وحث المجتمع الدولي على عدم التخلي عن الشعب السوري والمنطقة التي تعاني من من أزمات قاسية لا تنتهي أبدا.
ووضع الأمين العام للأمم المتحدة استراتيجية من ست نقاط مبدئية لرسم الطريق إلى الأمام نحو عمل دولي متناسق مع أولوية فورية لإنهاء العنف من ضمنها الاستخدام العشوائي للبراميل المتفجرة من قبل السلطات والهجمات بقذائف الهاون من قبل قوات المعارضة والتكتيكات الإرهابية من قبل المتطرفين، وقال إن "الحكومات التي تأمل أن تستعيد شرعيتها لا تقوم بمجازر ضد شعبها.
وذهب الأمين العام إلى القول:" من الضروري وقف تدفق الأسلحة إلى البلاد. "إنه من غير المسؤولية ان تقوم القوى والجماعات الخارجية بتقديم الدعم العسكري المستمر للأطراف في سورية التي ترتكب الفظائع وتنتهك المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان والقانون الدولي بصورة صارخة".
وقال " لا يمكن حسم الحرب السورية عسكريا. يجب على الجانبين الجلوس على طاولة المفاوضات. والسؤال الوحيد هو كم من الناس يجب أن يموتوا قبل أن نصل إلى المفاوضات".
ودعا الأمين العام لتكثيف الجهود التي من شأنها تخفيف المعاناة الإنسانية وحماية حقوق الإنسان والكرامة. وقال الأمين العام انه بالكاد تم جمع ثلث التمويل اللازم لمعالجة الأزمة المتفاقمة. يجب على الدول الأعضاء تقديم المساعدة. ودعا الحكومة السورية لانهاء الحصار عن المناطق المدنية وأن تقوم الحكومة والمعارضة المسلحة بالإفراج فورا عن الأفراد الذين تم اعتقالهم بشكل تعسفي.
وتتمثل النقطة الثالثة في بدء عملية سياسية جادة لسوريا جديدة. ويبقى بيان جنيف 2012 الذي تضمن خارطة طريق واضحة للانتقال الديمقراطي الأساس لأي تسوية سلمية.
وقال:" لم تلب الانتخابات الحد الأدنى من المعايير لمصداقية التصويت". وأوضح الأمين العام انه سيعين قريبا مبعوثا خاصا جديدا. هذا الشخص سوف يكون له ولاية للبحث عن الحل السياسي - ولكن لن يلوح بعصا سحرية. هناك حاجة للمزيد من التعاون الجهد المضني".
وحدد السيد بان النقطتين الرابعة والخامسة التي تتمثل في استكمال تدمير الأسلحة الكيميائية وضمان المساءلة عن الجرائم الخطيرة، وقال الأمين العام " أسأل تلك الدول الأعضاء التي تقف في طريق إحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية للنظر في الرسالة التي ترسلها عن التزاماتهم المتعلقة بالمساءلة إشارة إلى الفشل الأخيرة في مجلس الأمن لاستصدار قرار بشأن هذه المسألة.
وتتمثل النقطة الاخيرة في دعوة المجتمع الدولي لمعالجة الأبعاد الإقليمية للصراع، بما في ذلك التهديدات المتطرفة. وقال في حين أظهر جيران سوريا مرونة ملحوظة وكرم في استضافة أعداد ضخمة من اللاجئين، وهذا سيؤثر بصورة كبيرة على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تعاني بالفعل في هذه البلدان .
وقال الأمين العام:" لا يجد فائز؛ لا أحد يمكن أن يفوز. حتى لو نجح جانب واحد في السيطرة لفترة قصيرة، فإن الخسائر الفادحة ستزرع بذور الصراع في المستقبل.