منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة تستجيب للوضع الإنساني المتدهور في العراق

الأمم المتحدة تستجيب للوضع الإنساني المتدهور في العراق

منظمة الصحة العالمية
قال ممثل منظمة الصحة العالمية في العراق الدكتور سيد جعفر حسين: "لا يمكن الاستهانة بتأثير النزاع المسلح في الموصل والمناطق المجاورة على صحة السكان المتضررين. وهذه التطورات من المتوقع أن تسفر عن عواقب صحية حرجة. إن الاستجابة للاحتياجات الصحية للمتضررين من الأزمة يتطلب اتخاذ إجراءات متضافرة الجهود من جميع الشركاء".

وتشتمل المخاطر الصحية الفورية والحرجة التي تثير قلق منظمة الصحة العالمية على انتشار الحصبة، وهو مرض متوطن في الموصل، ويمكن أن يؤدي إلى وقوع فاشيات، لا سيما في المناطق المكتظة التي يوجد فيها النازحون. كما أن انتشار شلل الأطفال يشكل خطراً كبيراً حيث تم الإبلاغ عن حالات جديدة في البلاد في مطلع العام الجاري نتيجة للأزمة في سوريا.

وتقول منظمة الصحة إن هناك أكثر من 500 ألف شخص قد فروا من ديارهم في الموصل والمناطق المحيطة بها، وإن ما يقدر بـ 100 ألف شخص قد دخلوا إلى إربيل وفر 200 ألف شخص إلى دهوك، وإن ما يقرب من 25 ألف شخص يبحثون عن المأوى في المدارس والمساجد في مدينة الموصل، مع عدم تمكنهم من الحصول على مياه للشرب، حيث إن محطة المياه الرئيسية في المنطقة قد تم تدميرها بالقصف، وترد تقارير عن نقص الغذاء.

وتشعر منظمة الصحة العالمية بالقلق إزاء الحالة الصحية، التي من المتوقع أن تشهد تدهوراً نظراً لتزايد عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، والصعوبات في توجيه الموارد البشرية والنقل والإمداد من بغداد إلى المناطق المتضررة.

وأطلقت منظمة الصحة العالمية أنشطة تلقيح طارئة بشأن شلل الأطفال والحصبة للنازحين الداخليين بالتعاون مع مديريات الصحة في دهوك وأربيل.

وهناك فريق من منظمة الصحة العالمية موجود حاليا في الميدان يجري تقييماً لخطر انتشار الأوبئة في المناطق المتضررة، ويتأكد من فعالية نظم الاستجابة السريعة واحتواء فاشيات الأمراض.

ووفقا للتقييم الأولي السريع للمرافق الصحية في الموصل، هناك ثلاثة من سبعة مستشفيات في المدينة تعمل جزئيا نظراً لافتقارها إلى الموارد البشرية والتمويل، بينما تعمل المستشفيات المتبقية بكامل طاقتها، بما في ذلك مستشفى طب أطفال ومستشفى جراحي. ومن أصل 40 من عيادات الرعاية الصحية الأولية في مدينة الموصل، تعمل 37 عيادة بكامل طاقتها من الموظفين مع وجود إمدادات الأدوية والمياه والكهرباء.

وتدعم منظمة الصحة العالمية مديرية الصحة في دهوك، وتقدم الإمدادات الطبية للعيادات المتنقلة وأيضا توفر المجموعات الصحية الطارئة المشتركة بين الوكالات والتي تحتوي على الأدوية واللوازم الطبية لـ 20 ألف شخص لمدة ثلاثة أشهر، وكذلك مجموعات علاج الصدمات لعلاج 200 شخص، ومستلزمات مكافحة أمراض الإسهال لعلاج 200 شخص مصابين بإسهال حاد أو 400 شخص مصابين بإسهال معتدل.

ودعا الأمين العام جميع قادة في العراق بمن فيهم السياسييون والعسكرييون والدينييون والاجتماعييون إلى ضمان تجنب الأعمال الانتقامية.

وحث الأمين العام القادة على توحيد الصفوف وراء خطة أمنية وطنية شاملة واتخاذ تدابير سياسية واجتماعية ضمن الدستور تهدف إلى معالجة التهديد الكبير التي تواجه البلاد.