الأمم المتحدة : المستقبل يبدأ الآن نحو طاقة مستدامة للجميع

شارك أكثر من ألف شخص في أعمال المنتدى السنوي الأول للطاقة المستدامة للجميع في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، وذلك من مختلف القطاعات الحكومية والأعمال التجارية والمنظمات الدولية والمجتمع المدني.

"الطاقة المستدامة للجميع"، مبادرة تم إطلاقها من قبل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عام 2011، بهدف ضمان حصول الجميع على خدمات الطاقة الحديثة، ومضاعفة المعدل العالمي لتحسين كفاءة استخدام الطاقة، ومضاعفة كميتها المتجددة في مزيج الطاقة العالمي بحلول عام 2030.

وفي كلمته الافتتاحية، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون:

" نحن هنا لأننا ندرك أن "الطاقة للجميع" هي في صميم جدول أعمال التنمية المستدامة في مرحلة ما بعد عام 2015. إنها الخيط الذهبي الذي يربط القضاء على الفقر والنمو الاقتصادي المعتدل والبيئة الصحية. اليوم سوف نسمع كيف أن الطاقة المستدامة للجميع التي لدينا، تنضج وتؤتي ثمارها. لقد تم التعهد وتسليم التزامات بقيمة عدة مليارات من الدولارات . لقد انضم أكثر من ثمانين بلدا ناميا للمبادرة. من الهند إلى البرازيل، هناك عدد متزايد من الأفراد لديهم الضوء والطاقة حيث لم يكن لديهم أي شيء من قبل . من المنظمات غير الحكومية إلى بنوك التنمية متعددة الأطراف، نحن نعمل معا من أجل هدف مشترك. "

وتوفر الطاقة المستدامة فرصا جديدة للنمو، حيث إنها تمكن الشركات من النمو وتوليد فرص عمل، كما تخلق أسواقا جديدة وتسمح للأطفال بالدراسة بعد حلول الظلام..كما يمكن تخزين اللقاحات المنقذة للحياة في العيادات.

وتشير الإحصاءات إلى أن ما يقارب من مليار وثلاثة ملايين شخص حول العالم يفتقرون إلى الكهرباء، معظمهم في اثني عشر بلداً تقريباً في أفريقيا وآسيا، كما يعتمد ما يقارب من مليارين وثمانمائة مليون شخص على أنواع تقليدية من الوقود لأغراض الطهي والتدفئة، مما يسبب لهم الوفاة المبكرة، بسبب تلوث الهواء داخل البيوت.

وقال أحمد الهنداوي المبعوث الخاص للأمين العام المعني بالشباب:"أحثكم على التفكير بالشباب في هذه العملية وكيفية تسخير مواهبهم ليصبح كوكبنا أكثر استدامة. الأمم المتحدة تناقش حاليا جدول أعمال التنمية لما بعد عام 2015، ولديهم طريقة بسيطة جدا لتعريف التنمية لجعلها بسيطة قدر الإمكان. أعتقد أن التنمية في نهاية الأمر تتمحور حول الأشخاص والكوكب. إنها من أجل التأكد من وصول الأشخاص إلى إمكاناتهم الحقيقية، وأيضا الحفاظ على كوكب الأرض حتى يتسنى للأجيال القادمة أيضا أن تصل إلى الإمكانات الحقيقية. "

المجتمع المدني كان له كلمة في تلك الاجتماعات، حيث أشارت السيدة مريم عبد الحفيظ علام، المنسقة الوطنية لحركة الشباب العربي من أجل المناخ، إلى تطلعات المجتمع المدني بشأن مسألة الحصول على الطاقة المستدامة للجميع، ودعت إلى تمويل خدمات الطاقة للفقراء، وأضافت:

"لا يقترح المجتمع المدني فقط الوصول إلى الطاقة، ولكن الوصول إليها بأسعار معقولة وموثوق بها، والوصول إلى الطاقة من قبل الجماعات العرقية المهمشة."

ووفقا للبنك الدولي، يُعتبَر نقص إمدادات الكهرباء وتدني جودتها وتكرار انقطاعها بسبب نقص الاستثمارات من التحديات الرئيسية التي تواجهها البلدان النامية، ويجب أن يكون الحصول على الكهرباء موثوقاً به ومستداماً من الناحية البيئية والاجتماعية، وأكد البنك الدولي على ضرورة زيادة الاستثمارات الحالية في الطاقة لتحقيق الأهداف المذكورة.

وقال رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم:" في البنك الدولي وضعنا هدفين رئيسيين طموحين: القضاء على الفقر المدقع، وتعزيز الازدهار المشترك لأفقر أربعين بالمائة من الأفراد. ولتحقيق تلك الأهداف، يجب أن نواجه ظاهرة تغير المناخ. لأن الفقراء هم أول الأشخاص الذين يتأثرون ويعانون أكثر من آثاره."

وقد أعلن في مؤتمر الأمم المتحدة لعام 2012 بشأن التنمية المستدامة (ريو 20 ) عن التزام الشركات والمستثمرين وغيرهم بمليارات الدولارات من أجل تحقيق هذه الأهداف، وسيقوم المنتدى بتقييم نتائج هذه الالتزامات نحو تحقيق الأهداف للحصول على الطاقة والكفاءة والطاقة المتجددة ، فضلا عن القيام بمزيد من العمل.

ويأتي انعقاد المنتدى قبيل قمة الأمم المتحدة لتغير المناخ التي ستعقد في سبتمبر أيلول القادم، حيث سيتم إطلاق خطة الأمم المتحدة العشرية للطاقة المستدامة للجميع (2014-2024) ، مع التركيز على الطاقة من أجل صحة المرأة والطفل خلال العامين الأولين.