الأمم المتحدة تكرم قواتها وتتعهد ببناء قوة حفظ سلام حديثة

وفي رسالته بمناسبة الاحتفال بهذا اليوم، رثى الأمين العام بان كي مون هذه الخسارة مع وفاة كلٍّ من هؤلاء الشجعان، معربا عن حزن عميق، ومتعهدا مرة أخرى بإبقاء مساهماتهم في قضية السلام ذكرى حية في الأذهان.
وقال الأمين العام:" نمنح اليوم وسام داغ همرشولد ل 106 فرد من قوات حفظ السلام لقوا حتفهم أثناء خدمتهم تحت راية الأمم المتحدة العام الماضي. ويؤسفني أن أقول بأن هذه هي السنة السادسة على التوالي التي فقد فيها أكثر من 100 فرد من قوات حفظ السلام حياتهم".
وفي رسالته أشار الأمين العام إلى أن قدراتِ الأمم المتحدة لحفظ السلام تشهد عملية تحديث تهدف إلى ضمان قدرتها على التصدي لتحديات السلام والأمن في المستقبل، معلنا أنها تنشر عتاداً تكنولوجيا حديثا مثل المركبات الجوية ذاتية التشغيل غير المسلحة، وأنها تعمل على صقل ممارساتها لتحسين حماية المدنيين، وتعزز تمثيل المرأة في صفوفها، وتسعى في الوقت نفسه إلى تقوية شراكاتها مع المنظمات الإقليمية.
وقال الأمين العام:" يذكرنا هذا الإحتفال بالمخاطر العديدة التي تواجه عمليات حفظ السلام وبشجاعة الأفراد الذين يعملون فيها، والمسؤولية الكبيرة لأعضاء مجلس الأمن، وموظفي الأمانة العامة وبمساهمة الدول في إرسال الموظفين إلى المناطق غير الآمنة لحماية الفئات الأكثر ضعفا. في هذا الوقت الحزين، دعونا نتذكر أن حفظ السلام يحمل في طياته تكاليف باهظة من حيث الخسائر في الأرواح ولكن ينقذ الأرواح أيضاً".
وقال السيد بان كي كون في رسالته:"إن بين أولئك الذين نكرمهم اليوم، قوات من حفظ السلام الذين لقوا حتفهم في حماية المدنيين في جنوب السودان التي زرتها هذا الشهر. وأنا فخور بأن الأمم المتحدة فتحت قاعدتها أمام عشرات الآلاف من الفارين من العنف في جوبا. لقد أنقذت قوات حفظ السلام الشُجاعة الآلاف من المدنيين الأبرياء في الميدان."
وأنشأ مجلس الأمن في هذا الشهر "وسام النقيب إمباي ديانج" الذي يحمل اسم سنغالي من حفظة السلام غير المسلحين لقي حتفه بعد أن أنقذ ما يصل عدده إلى 000 1 شخص أثناء الإبادة الجماعية التي شهدتها رواندا في عام 1994. وسيُمنح شرفُ حمل هذا الوسام لأفراد الأمم المتحدة الذين يبدون شجاعة منقطعة النظير.
وقال الأمين العام:" لقد سافرت إلى رواندا في وقت سابق من هذا العام. إن الإبادة الجماعية التي وقعت قبل نحو عشرين عاما تذكر العالم بأهمية تواجد قوات حفظ السلام في الأماكن الأكثر حاجةإليها. وكنت أيضا في جمهورية أفريقيا الوسطى، حيث تقوم الأمم المتحدة الآن بمهمة جديدة لمنع مأساة أخرى. وفي مارس ذهبت إلى سيراليون التي استضافت أكبر بعثة لحفظ السلام في العالم في وقت سابق. وأما الآن فهي بلد مستقر وتساهم الآن في عمليات الأمم المتحدة الأخرى في جميع أنحاء العالم".
ويعمل اليوم ما يزيد على 000 116 من أفراد الأمم المتحدة المنتمين لأكثر من 120 بلدا في 16 عملية لحفظ السلام. ويتعرض هؤلاء الأفراد العسكريون والمدنيون وأفراد الشرطة لمخاطر شخصية كبيرة في سعيهم إلى المساعدة على تحقيق الاستقرار للمجتمعات المحلية وتوفير الحماية للمدنيين وتعزيز سيادة القانون والنهوض بحقوق الإنسان.