منظور عالمي قصص إنسانية

أطفال أفريقيا الوسطى بين شبح الحرب الأهلية وسوء التغذية

أطفال من جمهورية أفريقيا الوسطى يعانون من سوء التغذية مع أمهاتهم في مستشفى باتوري  في الكاميرون. صورة مفوضية شؤون اللاجئين. ف نوي
أطفال من جمهورية أفريقيا الوسطى يعانون من سوء التغذية مع أمهاتهم في مستشفى باتوري في الكاميرون. صورة مفوضية شؤون اللاجئين. ف نوي

أطفال أفريقيا الوسطى بين شبح الحرب الأهلية وسوء التغذية

بينما يستمر نزوح الأسر جراء الصراع الذي تشهده جمهورية أفريقيا الوسطى، يتعرض الأطفال إلى خطر العواقب الوخيمة لتلك الحرب، من بينها سوء التغذية الحاد.

هناك أكثر من أربعة ملايين وستمائة ألف شخص تضرروا جراء الصراع في جمهورية أفريقيا الوسطى، حيث إن العنف وانعدام الأمن أجبرا الآلاف على ترك منازلهم دون أن يأخذوا معهم أكثر مما يستطيعون حمله.

ووفقاً لليونيسف، يعد الوصول إلى الأطفال في أول ألف يوم من ولادتهم أمرا حاسما للتنمية الصحية، ويكون له تأثيرات على حياتهم.

ويقول سيليستين تراور، رئيس شعبة بقاء الطفل ونموه بمنظمة اليونيسف في جمهورية أفريقيا الوسطى:"لقد تشرد الأشخاص، وتوقفت معظم الخدمات. ولذلك فإن هذا يؤدي إلى زيادة في الأمراض المعدية. أنا أتحدث عن الملاريا والالتهاب الرئوي. إن الأمراض المعدية تؤدي إلى سوء التغذية، وعندما يعاني الأطفال من سوء التغذية يصبحون أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية."

وقد وجد بعض النازحين المأوى والأمن بالقرب من الكنائس وفي العاصمة بانغي وما حولها. وأنشأت منظمة غير حكومية محلية مأوى مؤقتا، ولكن الغذاء أصبح سلعة نادرة.

ويتعرض الأطفال الذين يعيشون في ظروف مثل هذه، لخطر سوء التغذية الحاد، وقبل الأزمة الحالية في جمهورية أفريقيا الوسطى، كان طفل من بين ثمانية أطفال يموت قبل سن الخامسة من عمره، حيث تعد وفيات الرضع في جمهورية أفريقيا الوسطى من بين أسوأ أربع دول في العالم.

وتتوقع منظمة الأمم المتحدة للطفولة، اليونيسف وشركاؤها، أن يتدهور الوضع إلى الأسوأ، كما يتوقع أن يعاني الأطفال المصابون بسوء التغذية من أمور أخرى.

وفي مستشفى الأطفال بالعاصمة بانغي، تضاعفت حالات الأطفال الذين يدخلون إلى المشفى جراء سوء التغذية الحاد، إلى ثلاث مرات تقريبا هذا العام،

وستقوم اليونيسف في هذا العام بعلاج أكثر من ستة عشر ألف طفل تتراوح أعمارهم ما بين ستة أشهر وخمس سنوات من سوء التغذية الحاد، واستهداف نحو مئتي ألف طفل لتزويدهم بالمكملات الغذائية المغذية لمنع سوء التغذية الحاد، ولكن العنف وانعدام الأمن في جمهورية أفريقيا الوسطى لا يزال مستمرا، وبالتأكيد لن يتم الوصول إلى العديد من الأطفال.