وكالات الأمم المتحدة: انخفاض معدلات وفيات الأمهات ولكن الأمراض المزمنة تزيد مخاطر الحمل
وأضافت دراسة أخرى أجرتها منظمة الصحة العالمية، وتم نشرها في مجلة لانسيت للصحة العالمية، المزيد من المعرفة الجديدة حول أسباب وفاة هؤلاء النساء. وقد وجد تحليل منهجي لمنظمة الصحة العالمية بعنوان "أسباب وفيات الأمهات حول العالم" أن أكثر من حالة وفاة من بين كل 4 حالات وفيات للأمهات ناجمة عن ظروف طبية سابقة مثل الإصابة بمرض السكري، وفيروس الإيدز والملاريا والسمنة، التي يمكن أن تتفاقم آثارها الصحية بسبب الحمل. وهذا مماثل لنسبة الوفيات أثناء الحمل والولادة نتيجة الإصابة بنزيف حاد.
وفي هذا الصدد، قالت الدكتور فلافيا بستريو، مساعد مدير عام منظمة الصحة العالمية لشؤون الأسرة وصحة المرأة والطفل "يسلط التقريران معاً الضوء على الحاجة إلى الاستثمار في حلول مؤكدة، مثل توفير الرعاية الجيدة لجميع النساء أثناء الحمل والولادة، وتوفير رعاية خاصة للنساء الحوامل اللاتي تعانين من ظروف طبية موجودة بالفعل".
من جانبه، قال تيم إيفانز، مدير الصحة والتغذية والسكان بمجموعة البنك الدولي "33 حالة وفاة كل ساعة رقم كبير جداً. إننا بحاجة لتوثيق كل حالة من هذه الأحداث المأساوية، وتحديد أسبابها، والشروع في اتخاذ الإجراءات التصحيحية بشكل عاجل".
تتضمن اتجاهات تقديرات وفيات الأمهات من عام 1990 إلى عام 2013 بيانات جديدة لم يكن قد تم إدراجها في المجموعة الأخيرة من التقديرات العالمية في عام 2012، فضلا عن الأساليب المحسنة لتقدير حالات المواليد وجميع حالات وفيات الإناث.
وقد تمكن أحد عشر بلداً، شهدت مستويات مرتفعة من الوفيات النفاسية عام 1990، وهي (بوتان وكمبوديا والرأس الأخضر وغينيا الاستوائية وإريتريا وجمهورية لاو الديمقراطية الشعبية وملديف ونيبال ورومانيا ورواندا وتيمور ليشتي)، بالفعل من تحقيق الهدف الإنمائي للألفية الخاص بخفض 75 في المائة من مستواها عام 1990 بحلول عام 2015. إلا أنه، وعلى أساس أحدث هذه الاتجاهات، فإن العديد من البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل لن تحقق هذا الهدف.
ولا تزال أفريقيا جنوب الصحراء أكثر مناطق العالم خطورة بالنسبة للوفاة بسبب مضاعفات الحمل والولادة.
أما الدكتور غيتا راو غوبتا، نائبة المدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسف) فقالت، "تواجه الفتاة التي تبلغ من العمر 15 عاماً وتعيش في أفريقيا جنوب الصحراء خطرا يقدر بـحوالي 1 من 40 من مخاطر الوفاة أثناء الحمل والولادة أثناء حياتها. وتواجه أية فتاة من الفئة العمرية نفسها التي تعيش في أوروبا خطراً بواقع 1 من 3300 مرة على مدى عمرها - مما يؤكد مدى التفاوت في التقدم الذي تم احرازه حول العالم".
ورغم ما تحقق من تقدم في السنوات الـ 20 الماضية، كان هناك تقدم ضئيل جداً في منع الحمل والإجهاض والوفيات النفاسية والإصابات المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي وفيروس الإيدز بين المراهقات، وهناك فجوات كبيرة في توفر وجودة وفرصة الحصول على والثقافة الجنسية الشاملة للشباب، وخاصة في البلدان منخفضة الدخل.
وقالت السيدة كيت جيلمور، نائبة المدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للسكان "هناك أكثر من 15 مليون فتاة في سن ما بين 15 إلى 19 عاماً ينجبن سنوياً - وتنجب واحدة من بين كل خمس فتيات منهن قبل أن تبلغ 18 عاماً - وينجم العديد من حالات الحمل هذه عن ممارسة الجنس دون تراض. ويمكن أن تحدث تدخلات بسيطة نسبياً ومعروفة فرقاً كبيراً، مثل خدمات القبالة والوقاية من العنف ضد المرأة والتصدي له، إذا تم تعزيزها على نطاق واسع ورافقتها استثمارات في التدابير والتدخلات المبتكرة، وخاصة في مجال وسائل منع الحمل".
أظهرت دراسة ذات صلة لمنظمة الصحة العالمية عن أسباب أكثر من 60 ألف حالة وفيات للأمهات في 115 بلداً أن الظروف الطبية السابقة التي تفاقمت بسبب الحمل (مثل السكري والملاريا وفيروس الإيدز، والسمنة) قد تسببت في 28 في المائة من حالات الوفيات.
تمثل النظم الصحية القوية - التي تضم منشآت بها عاملون صحيون ومعدات وأدوية كافية ومناسبة - أمراً أساسياً لتقديم الرعاية الصحية الجيدة لإنقاذ حياة النساء وأطفالهن حديثي الولادة.
وقالت الدكتورة مارلين تيميرمان، مديرة إدارة الصحة الإنجابية والبحوث بمنظمة الصحة العالمية والمؤلفة المشاركة في إجراء الدراسة "تظهر البيانات الجديدة شكلا متغيراً في الظروف التي تتسبب في وفيات الأمهات؛ مما يعكس زيادة عبء الأمراض غير المُعدية لدى النساء على مستوى العالم.