منظور عالمي قصص إنسانية

أفريقيا الوسطى : حماية المدنيين في مجلس الأمن

media:entermedia_image:fd7a7d40-324d-4c58-b7d0-c4ebddf38aef

أفريقيا الوسطى : حماية المدنيين في مجلس الأمن

أكد اليوم كبار مسؤولي الأمم المتحدة على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة التحديات الكثيرة التي تواجه جمهورية أفريقيا الوسطى، فيما نظر مجلس الأمن في مقترحات الأمين العام بان كي مون لنشر بعثة لحفظ السلام التي ستكون حماية المدنيين في صميم مهمتها.

وقالت وكيلة الأمين العام للشؤون الإنسانية فاليري آموس أمام المجلس "لا تزال الحالة في جمهورية أفريقيا الوسطى بالغة الخطورة ومطلوب اتخاذ إجراءات عاجلة من قبل الجميع - بما في ذلك هذا المجلس - لمنع المزيد من إراقة الدماء".وذكرت السيدة آموس، التي زارت مؤخرا البلاد، أن الأزمة التي عصفت بالبلاد لأكثر من عام قد جعلت الدولة غير قادرة على تقديم الخدمات الأساسية أو وقف دوامة العنف. بالإضافة إلى ذلك، لا يوجد هناك جيش وطني، بالإضافة إلى أن أجهزة الشرطة والدرك غير مجهزة لمواجهة التحديات الراهنة.وتشير التقديرات إلى مقتل الآلاف من السكان، ونزوح ما يقرب من مليون مدني من ديارهم بسبب الصراع في جمهورية أفريقيا الوسطى وحاجة نحو 2.2 مليون شخص وهو ما يمثل نصف عدد السكان، إلى المساعدات الإنسانية.وقد تصاعدت الهجمات المسلحة بين عناصر سابقة من السيليكا والميليشيات المسيحية المناهضة لبالاكا بشكل كبير في الآونة الأخيرة.وأضافت السيدة آموس "تشهد جمهورية أفريقيا الوسطى وحشية طائفية، وانعدام الأمن والخوف المستمر مع عواقب إنسانية مأساوية. ما زال أكثر من 650،000 شخص مشردين داخليا، منهم نحو 232،000 في العاصمة بانغي وحدها، بمن فيهم 70،000 شخص ما زالوا يعيشون في ملاذ للنازحين داخليا في المطار في ظروف "مزرية" والذي يتوقع أن تتفاقم بشكل كبير مع بداية موسم الأمطار.وأفادت "ما لم يتم عكس المسار الحالي على وجه السرعة، سيكون للتغيرات الديموغرافية والاجتماعية التي تشهدها أفريقيا الوسطى عواقب وخيمة طويلة الأمد للبلاد والمنطقة والقارة".وبالإضافة إلى النازحين داخل البلاد، فر أكثر من 290،000 شخص إلى الكاميرون، وتشاد، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وفقا لمفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريش، الذي زار أيضا في الآونة الأخيرة جمهورية أفريقيا الوسطى.وقال للمجلس "نادرا ما سببت لي زيارة ميدانية خلال الثمانية أعوام في منصبي ألما نفسيا عميقا مثل رحلتي الأخيرة إلى جمهورية أفريقيا الوسطى "لقد صدمت بشدة من الهمجية والوحشية واللاإنسانية التي اتسم بها العنف في البلاد."وشدد السيد غوتيريش على أن الهدف الإنساني والأمني الأول داخل أفريقيا الوسطى هو إعادة الأمن والقانون والنظام. "إن التعزيز الفوري للقوات الدولية، ولا سيما وحدات الشرطة لضمان الأمن في الأحياء هو أمر حتمي."وكان السيد إيرفيه لادسوس نائب الأمين العام لعمليات حفظ السلام، قد شدد أمام المجلس على أن "الأزمة في جمهورية أفريقيا الوسطى تتطلب نهجا موحدا ومتكاملا من خلال نشر عملية حفظ سلام متعددة الأبعاد تضع في صميم أولوياتها حماية المدنيين. ولدى الأمم المتحدة القدرة على نشر والمحافظة على عملية حفظ سلام متعددة الأبعاد للسلام بكل الإمكانات اللازمة لمعالجة الطبيعة المعقدة للأزمة العميقة التي تشهدها جمهورية أفريقيا الوسطى."