منظور عالمي قصص إنسانية

مسئول رفيع بالأمم المتحدة: إنهاء القتال في سوريا لن يؤدي وحده إلى السلم والأمن الدائمين

UN Photo/JC McIlwaine
UN Photo/JC McIlwaine
UN Photo/JC McIlwaine

مسئول رفيع بالأمم المتحدة: إنهاء القتال في سوريا لن يؤدي وحده إلى السلم والأمن الدائمين

بدعوة من الأردن الذي يرأس مجلس الأمن الدولي للشهر الحالي عقد المجلس جلسة مداولات حول (حفظ السلم والأمن الدوليين، الحرب ودروسها والبحث عن سلام دائم).

وأكد جيفري فيلتمان وكيل الأمين العام للشئون السياسية على أهمية توقيت عقد تلك الجلسة في ظل الأحداث الراهنة في سوريا وجنوب السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى.

ولفت فيلتمان الانتباه إلى ازدياد الحاجة في السنوات الأخيرة لمساهمة الأمم المتحدة في إنهاء الصراعات داخل الدول وليس بين البلدان وبعضها.

وتحدث عن العناصر الأساسية للمصالحة، وكيفية دمج نهج الأمم المتحدة لإدارة الأزمات مع تمكين المجتمعات كي تتعافى.

"خلال الأشهر القليلة الماضية، أعرب هذا المجلس وغيره من الجهات عن القلق إزاء الوضع الكارثي في جمهورية أفريقيا الوسطى، وعمليات القتل المستمرة في سوريا، وانتشار الأعمال العدائية الوحشية في جنوب السودان. وفيما تلعب القوى الخارجية أدوارا في كل من هذه الصراعات، إلا أن الأسباب الجذرية والشعلة الأولى وزخم هذه الأزمات داخلي في المقام الأول."

ويرى وكيل الأمين العام للشئون السياسية أن إنهاء الحرب، في تلك الدول الثلاث، لن يؤدي وحده إلى السلام والأمن الدائمين.

وقال إن التجارب السابقة تفيد بأن إنهاء القتال بدون المصالحة، وخاصة داخل الدولة، يعني استئناف الاشتباكات في أغلب الأحيان.

"في سوريا، تحطمت الذاكرة والفخر المشتركان في دولة علمانية متعددة الطوائف والأعراق، تحطم ذلك بثلاث سنوات من الوحشية التي لا يمكن تصورها والفظائع المرتكبة ضد حقوق الإنسان. لقد قلنا لمجلس الأمن مرارا إننا لا نعتقد أن هناك حلا عسكريا لهذا الصراع وإن تكلفة محاولة فرض حل عسكري عالية للغاية. وعلينا أن نعمل بشكل مشترك لمساعدة السوريين على وقف القتال، ولكن ما الذي سيتبع ذلك؟"

أعقب فيلتمان تساؤله بالقول إن إزالة الحطام وإعادة البناء المادي غير كاف لمحو المظالم والأحقاد وغرائز الانتقام التي تتضاعف في سوريا مع مرور كل يوم.

وقال جيفري فيلتمان، أمام مجلس الأمن الدولي، إن وقف الأعمال العدائية في تلك الدول الثلاث سيبقى هشا ومهددا بالانهيار بدون بذل جهود مضنية للمصالحة ونظر كل مجتمع بشكل صادق في دوره في الصراع.

ومن جانبه قال الأمير زيد بن رعد، ممثل الأردن الدائم لدى الأمم المتحدة، إن مجلس الأمن وخلال العقود الماضية أناط بأفراد الأمم المتحدة، مهمات تتراوح بين مراقبة الهدنات والفصل بين الأطراف المتحاربة وغيرها إلا أن معظم الإنجازات التي حققتها الأمم المتحدة في مجال حفظ السلام والأمن كانت مادية بصفة رئيسة كالفصل بين الأطراف المتحاربة والوساطة وتدريب الشرطة وبناء البنية التحتية فقط.

وفي حلقة النقاش التي عقدها مجلس الأمن حول الحرب والدروس المستفادة منها والبحث عن سلام دائم قال ممثل الأردن الدائم، الذي يرأس المجلس للشهر الحالي، إن مجلس الأمن يجب أن يفكر بشكل مختلف وأن يتوصل إلى أفضل سبيل لتسخير تلك الترتيبات المتسمة بطابع مادي والرامية إلى إنهاء القتال الفعلي من أجل إحلال سلام حقيقي ولا رجعة فيه، يعززه فهم تاريخي مشترك للنـزاع السابق، وأضاف:

" يعتقد الوفد الأردني أن الأمم المتحدة، كمنظمة، ينبغي أن يكون لها خدمة استشارية تاريخية، بالإضافة إلى خدمة المشورة القانونية، والتي سوف تساعد الدول الأعضاء ليس فقط على تأسيس مجموعة لجان ودعم الأنظمة القضائية، ولكن أيضا مساعدتهم في حل العديد من الروايات المتباينة، سواء بين الدول، وكذلك داخلها. "

وأكد الأمير زيد على أهمية تكليف مجلس الأمن بإنشاء فريق استشاري تاريخي من الأمم المتحدة لمساعدة البلدان التي تود الحفاظ على تاريخها.

يشار إلى أن الورقة التي تم طرحها في مجلس الأمن من قبل الأردن تدور حول فكرة إنشاء فريق استشاري تاريخي مكلف من الأمم المتحدة بالتعاون مع سلطات الدولة في مناطق النزاع، في سبيل استعادة الوثائق التاريخية الهامة وحمايتها وتسجيل إفادات الشهود وجمع البيانات والإحصاءات وتأسيس لجنة تاريخية وطنية أو دولية تتولى توثيق السجل التاريخي وحمايته من التزوير والاندثار.

واختتم فيلتمان كلمته بتوجيه الشكر إلى الأردن للدعوة إلى عقد هذه الجلسة من أجل دراسة الجوانب المهمة التي تسهم في تقويض السلم الدائم.