منظور عالمي قصص إنسانية

في يوم ذكرى المحرقة، الأمم المتحدة تدعو إلى توخي اليقظة لمنع إبادة جماعية جديدة

media:entermedia_image:e3e9f467-f9ba-4015-8ebb-155e9d3099a4

في يوم ذكرى المحرقة، الأمم المتحدة تدعو إلى توخي اليقظة لمنع إبادة جماعية جديدة

كرمت الأمم المتحدة اليوم ستة ملايين يهودي وأعدادا لا تحصى ممن قتلوا في المحرقة النازية في احتفال مهيب في قاعة الجمعية العامة، جاء بمثابة تقريع لأولئك الذين ينكرون حدوث المحرقة، و تحذير من الأمين العام بان كي مون من مخاطر معاداة السامية والكراهية من أي نوع.

وقال في رسالة وجهها بمناسبة اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا محرقة اليهود الذي يحتفل به يوم 27 كانون الثاني/يناير، والذي يصادف اليوم الذي حرر فيه الجيش السوفياتي في عام 1945، أكبر معسكر من معسكرات الموت النازية في أوشويتز بيركيناو في بولندا "إن الأمم المتحدة تأسست لكي تحول دون حدوث رعب من هذا القبيل مرة أخرى، ولكن المآسي التي حدثت من كمبوديا إلى رواندا إلى سريبرينتسا تدل على أن سُم الإبادة الجماعية لا يزال يتدفق."

وأشار السيد بان إلى زيارته الخاصة إلى المخيم في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، "مررتُ عبر بوابة "اربيت ماخت فراي" السيئة الذكر في اوشفيتز - بيركيناو. وستظل زيارتي تلك راسخة في ذاكرتي ما حييتُ. "

لقد رأيت بقايا آليات الإبادة الجماعية المروعة، فضلا عن مشاهد مؤثرة تصور حياة اليهود الأوروبيين في ثلاثينات القرن الماضي - حفلات زفاف، وأُسر مجتمعة حول موائد الطعام، وطقوس كانت تمارَس، ومشاهد أخرى من الحياة اليومية البسيطة - قضت عليها كلها عملية منهجية لإزهاق الأرواح لم يشهد تاريخ البشرية مثيلا لها."

وأضاف "ورأيتُ الثكنات التي قضى فيها اليهود والروما والسينتي والمثليون جنسيا والمعارضون وأسرى الحرب وذوو الإعاقة أيامهم الأخيرة في أشد الظروف قسوة، داعيا إلى توخي اليقظة دائما ضد التعصب والإيديولوجيات المتطرفة والتوترات الطائفية والتمييز الذي تتعرض له الأقليات."

ومن جانبها وجهت المفوضة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي ما أسمته "برسالة بسيطة" لجميع أولئك الذين ينكرون حدوث المحرقة، أو الذين ينخرطون في معاداة السامية وغيره من أشكال التعصب أو التمييز على أسس دينية، وعرقية أو إثنية "قوموا بزيارة هذا المكان التاريخي المروع"، مشيرة إلى زيارتها إلى أوشفيتز بيركيناو.

وقالت في رسالة وجهتها بمناسبة اليوم "إنها تجربة مروعة حقا أن تشعر بوطأة المأساة وحجم الشر الهائل الذي يتخلل جدرانه وأرضه. من المهم أن تخوض تجربة الإحساس، ليقودك إلى ما ينجم عن مثل هذه الأفعال".

وأضافت أن المحرقة تقف بمثابة تذكير لاذع لمخاطر التمييز والتعصب، و مدى قوة وفتك التحريض على الكراهية العنصرية، مشددة على ضرورة الرد بسرعة وبحزم على التمييز والعنف ضد الأفراد والمجتمعات بأكملها أينما وقعت.

وأشارت السيدة بيلاي إلى أنه على الرغم من الإحساس بالرعب الذي أوحت به المحرقة، ارتفعت ألسنة لهب الكراهية والاضطهاد مرة أخرى لتستهلك بلدانا ومجتمعات وأشخاصا آخرين، من حقول القتل في كمبوديا، إلى غابات سريبرينيتسا في البوسنة و الهرسك، وتلال رواندا.

وحذرت قائلة "واليوم، في العديد من الأماكن حول العالم، يتعرض الناس للاضطهاد أو التمييز بسبب العرق أو الدين أو الأصل أو ميولهم الجنسية أو الآراء السياسية. وفي بلدان مثل سوريا، وجمهورية أفريقيا الوسطى وجنوب السودان، يتم تشويه وذبح الأشخاص بناء على انتماءاتهم".

"نحن بحاجة إلى أن نكف عن غض الطرف عن علامات التحذير للانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان كلما وأينما ظهرت. هذا بعض ما يمكن أن نقوم به لتكريم أولئك الملايين الذين قتلوا بشكل جماعي من قبل إخوانهم من بني البشر، الذين حاولوا تبرير جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية بفلسفات سياسية مستوحاة من الكراهية والدعاية".

وشدد رئيس الجمعية العامة جون آش على أن اليوم يؤكد على عزم المجتمع الدولي بأن لا يكون "لمثل هذا الرعب الذي لا يمكن إدراك كهنه والقسوة التي لا يمكن وصفها" أي مكان في هذا العالم.

وأضاف "اليوم، نحن نجتمع هنا، لنشهد على معاناة جميع من تعرض للوحشية، ومن لقى حتفه، ونحن هنا أيضا لنشهد بأننا كأحياء لن نسمح لتلك المأساة الفظيعة أن تحدث في تاريخنا الإنساني المشترك".