منظور عالمي قصص إنسانية

بان يحث على توفير الدعم المالي والسياسي لأولويات الأمم المتحدة

الأمين العام بان كي مون يلقي كلمته في الجمعية العامة. صور الأمم المتحدة / باولو
الأمين العام بان كي مون يلقي كلمته في الجمعية العامة. صور الأمم المتحدة / باولو

بان يحث على توفير الدعم المالي والسياسي لأولويات الأمم المتحدة

في أول خطاب له هذا العام إلى أعضاء الأمم المتحدة، دعا الأمين العام بان كي مون اليوم إلى اتخاذ إجراءات لمواجهة التهديدات الكامنة في بؤر العالم الساخنة، وتعزيز التنمية وحماية كوكب الأرض، وأعرب عن قلقه البالغ إزاء التصرفات "اللأخلاقية وغير المسؤولة" لبعض قادة العالم.

وقال السيد بان كي مون في خطابه أمام الجمعية العامة التي تضم 193 عضوا "سوف أحث زعماء العالم على الارتفاع فوق المصالح الوطنية من أجل مستقبلنا الجماعي، نحن قادرون على التحلي بروح المواطنة العالمية".وأكد الأمين العام عزمه على جعل الأمانة العامة للأمم المتحدة "عالمية وحديثة وفعالة" فيما طالب الدول الأعضاء بالقيام بدورها في "تمكين الأمم المتحدة".وقال "لا ينبغي أن تقوم هذه المنظمة العالمية بمناشدة الحكومات لتوفير القوات وعناصرالشرطة أو الأصول أو الموارد فيما يعاني ضحايا الحرب والفقر ويلقون حتفهم"، كما حث على اتخاذ إجراءات من شأنها أن تجعل هذا العام "عام تقدم استثنائي".وفي إحاطة بشأن التحديات التي تواجه الأمم المتحدة في عام 2014، انتقد السيد بان استمرار العنف في سوريا، وجنوب السودان، وجمهورية أفريقيا الوسطى، وجمهورية الكونغو الديمقراطية وغيرها. وأشار إلى أن تلك الصراعات تدمر بلدان حظيت بالثروات الطبيعية، ومواطنين منتجين، وتاريخ مشرف، وفرص للسلام والازدهار. ومشيرا إلى أن هذا العام يصادف الذكرى المائة لاندلاع الحرب العالمية الأولى، والتي أدت إلى إنشاء عصبة الأمم ثم الأمم المتحدة، وصف السيد بان المنظمة بكونها "منصة فريدة من نوعها تساعدنا على الارتفاع فوق إخفاقات الإنسان".وأبرز السيد بان الأثر الإنساني للصراع. يذكر أن الأمين العام قد عاد إلى نيويورك من رحلة إلى الشرق الأوسط، ترأس خلالها مؤتمر إعلان التعهدات الثاني لسوريا في الكويت، والذي جمع نحو 2.4 مليار دولار، كما زار مخيما للاجئين السوريين في شمال العراق.وقال أمين عام الامم المتحدة إن "المساعدات الإنسانية يمكن أن تطعم طفلا جائعا، وهو أمر هام بحد ذاته. ولكنها يمكن أيضا بشكل غير مباشر أن تبطل قنبلة عن طريق تقليل التوترات الاجتماعية".وشدد أيضا على أهمية عمل البعثة المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة لتخليص سوريا من الأسلحة الكيميائية.كما يعمل السيد بان كي مون والممثل الخاص المشترك لسوريا، الأخضر الإبراهيمي، على تكثيف الجهود لجمع الأطراف المناهضة والموالية للحكومة معا الأسبوع المقبل في سويسرا لإجراء محادثات رسمية.وقال السيد بان إن هناك حالتين على وجه الخصوص تتطلبان عناية مشددة واهتماما بالغا من المجتمع الدولي بسبب الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وخطر الفظائع الجماعية، وهي جنوب السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى.وقد اتخذت الأزمة في جنوب السودان، "أبعادا مأساوية"، وكرر السيد بان دعوته للطرفين إلى إنهاء العنف من خلال الحوار السياسي وأكد دعمه لجهود الوساطة التي تقودها الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) والاتحاد الأفريقي.وحث السيد بان المجتمع الدولي على مضاعفة الجهود لمساعدة المواطنين على استعادة السلام والاستقرار في افريقيا الوسطى "في أقرب وقت ممكن".ودعا الى التبرع بمساهمات سخية في مؤتمر إعلان التبرعات يوم الاثنين المقبل والذي يستضيفه الاتحاد الأوروبي في بروكسل.وتطرق إلى الشرق الأوسط، وقال إن السنة المقبلة ستكون "حاسمة" لحل النزاع الاسرائيلي الفلسطيني. وأضاف "إنني أؤيد بقوة المفاوضات الحالية وأحث الطرفين على الالتزام بشجاعة لإنهاء الاحتلال وتحقيق حل الدولتين".ونظرا لخطورة الوضع في قطاع غزة، دعا السلطات هناك، فضلا عن السلطات في إسرائيل ومصر، إلى القيام بكل ما هو ممكن لتحسين الوضع الإنساني المتردي.وشدد السيد بان على أهمية أن يركز المجتمع الدولي أيضا بشكل أكبر على التهديدات المترابطة للجريمة المنظمة والإرهاب والقرصنة والتطرف، والاتجار بالمخدرات والأشخاص والأسلحة. وهذا يشمل الاستمرار في السعي نحو تحقيق عالم خال من الأسلحة النووية، والذي يمكن تعزيزه هذا العام في مؤتمر قمة الأمن النووي في لاهاي.كما يواصل المجتمع الدولي التركيز على حقوق الإنسان وسيادة القانون، لا سيما بالنظر إلى الرد الإيجابي على مبادرة الحقوق أولاً، والتي تهدف إلى تعزيز الإجراءات المبكرة لمنع الفظائع والانتهاكات الخطيرة الأخرى.