منظور عالمي قصص إنسانية

بان يدعو العالم لتوفير مزيد من الموارد لإنهاء الصراعات، وتحفيز التنمية ومكافحة تغير المناخ

media:entermedia_image:8ccb7918-8e08-4b5d-b501-2e87d09953d8

بان يدعو العالم لتوفير مزيد من الموارد لإنهاء الصراعات، وتحفيز التنمية ومكافحة تغير المناخ

دعا الأمين العام بان كي مون اليوم المجتمع الدولي لتوفير "المزيد من الاهتمام السياسي والموارد، والدعم" للأمم المتحدة فيما تواجه "فائضا من الصراعات والكوارث التي تزداد شدة وتواترا وتعقيدا" في جميع أنحاء العالم.

وقال في أول مؤتمر صحفي له خلال العام الجديد عقده بالمقر الدائم لاستعراض سياسته وأنشطته "إن الأوضاع في سوريا وجنوب السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى قد تدهورت من سيء إلى أسوأ على الرغم من إمكانية تجنب حدوث تلك المآسي"، مسلطا الضوء ليس فقط على ضرورة إنهاء القتال فورا في البلدان الثلاثة، ولكن أيضا على متطلبات عام 2014 في الفترة التي تسبق الوصول إلى الأهداف الإنمائية للألفية لمكافحة الفقر وتحقيق اتفاق عالمي لمكافحة تغير المناخ في عام 2015 وهو الموعد النهائي لتحقيق الهدفين.وأكد بان أن الأمم المتحدة تفعل أقصى ما يمكن لتخفيف المعاناة وتوفير مواد الإغاثة المنقذة للحياة، وأن موظفي المنظمة الدولية يبدون شجاعة هائلة ومهنية في ظل ظروف متقلبة.وقال "إنها مآس كان من الممكن تجنب وقوعها ولكن ملايين المدنيين يدفعون ثمنا باهظا لها. إنني أشعر بالقلق بشكل خاص إزاء انتشار العداء الطائفي، وامتداد الآثار الخطيرة لذلك على المستويين الإقليمي والدولي. إن سنوات من التنمية على المحك فيما يتعرض للخطر جيل من الصغار".وأضاف "ولكن مع أهمية المساعدات الإنسانية إلا أنها لا يمكن أن تكون سوى جزء من استجابتنا. على المجتمع الدولي العمل معا لمساعدة تلك الدول على إيجاد السبيل إلى السلام. ويتعين علينا أن نوجه رسالة قوية تؤكد على المساءلة عن أعمال القتل والاغتصاب والهجمات بالأسلحة الكيميائية وغيرها من الفظائع التي ارتكبت".وتطرق إلى سوريا، حيث قتل أكثر من 100،000 شخص ونزح ثمانية ملايين آخرين من منازلهم منذ اندلاع الصراع قبل نحو ثلاث سنوات بين الحكومة ومختلف الجماعات التي تسعى إلى الإطاحة بالرئيس بشارالأسد. ودعا السيد بان إلى وقف فوري لجميع أعمال العنف، بما في ذلك استخدام الحكومة للبراميل المتفجرة والأسلحة الثقيلة الأخرى التي تقتل وتشوه دون تمييز.وشدد على ضرورة أن تقوم جميع الأطراف بالعمل على تحسين وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان في المناطق المحاصرة، مشيرا إلى "أن الوضع في الغوطة الشرقية مروع، إذ يعيش 160،000 شخص دون مساعدات لأكثر من عام. إن الأمم المتحدة على استعداد لدخول المنطقة، ولكن نحن بحاجة إلى التعاون الكامل من جانب الحكومة السورية".ودعا السيد بان الى تعزيز بعثة حفظ السلام التي تقودها أفريقيا في جمهورية أفريقيا الوسطى، حيث تشير التقديرات إلى مقتل الآف السكان، ونزوح ما يقرب من مليون مدني من ديارهم بسبب الصراع في جمهورية أفريقيا الوسطى وحاجة نحو 2.2 مليون شخص وهو ما يمثل نصف عدد السكان، إلى المساعدات الإنسانية. وقد تصاعدت الهجمات المسلحة بين عناصر سابقة من سيليكا والميليشيات المسيحية المناهضة لبالاكا بشكل كبير في الأسبوعين الماضيين.وطالب بوقف الأعمال العدائية فورا في جنوب السودان، حيث قتل ما يزيد عن ألف شخص ونزح حوالي 300،000 منذ اندلاع القتال بين القوات الموالية والمعارضة للحكومة قبل أقل من شهر. وأشار إلى أنه اتصل بالرئيس سالفا كير أمس، الخميس، وحثه على الإفراج فورا عن السجناء السياسيين.وقال السيد بان "في كل من هذه الأزمات، تتزايد الاحتياجات الإنسانية فيما يتناقص التمويل. إنني أحث جميع الجهات المانحة على إظهار تضامنها، بما في ذلك في المؤتمر الإنساني الدولي لإعلان التبرعات من أجل سوريا والدول المجاورة المتأثرة الذي سأتولى رئاسته الأربعاء القادم في الكويت". وفي تناوله للبؤر الساخنة في العالم الحالية والسابقة، تعهد الأمين العام بدعم الأمم المتحدة لشعب أفغانستان في المرحلة الانتقالية مع انسحاب قوة المساعدة الدولية (ايساف) بحلول نهاية السنة. ودعا الاسرائيليين والفلسطينيين الى "إحراز تقدم حاسم في حل نزاعهم والخروج من الوضع الراهن الخطير".كما دعا الحكومة والمعارضة في تايلاند لحل خلافاتهما، معربا عن مخاوفه من احتمال تصعيد الوضع.وتشمل المهام الأخرى التي تواجه الأمم المتحدة هذا العام الاستعداد لعام 2015 وهو الموعد النهائي الحاسم لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، وإحراز "تقدم ملحوظ " في وضع جدول أعمال التنمية لما بعد عام 2015 من خلال وضع أهداف مستدامة وتوفير الوسائل المالية لتحقيقها.وقال "إذا أردنا اعتماد اتفاق عالمي جديد بشأن تغير المناخ في عام 2015، علينا أن نذهب إلى ليما في بيرو في كانون أول/ديسمبر من هذا العام بمشروع صلب للتفاوض. وتهدف قمة المناخ التي سوف أستضيفها في نيويورك في أيلول/سبتمبر إلى اتخاذ إجراءات جريئة على أرض الواقع وتعبئة الإرادة السياسية للتوصل الى اتفاق طموح".واختتم السيد بان بالتشديد على أن تنفيذ الهجمات الكيماوية في سوريا العام الماضي ذكره بأهوال "حقول فلاندرز" خلال الحرب العالمية الأولى" التي يصادف هذا العام الذكرى المائة لها.