منظور عالمي قصص إنسانية

جنوب السودان: الأمم المتحدة تعمل على الجبهتين السياسية وحفظ السلام لوقف القتال

media:entermedia_image:87c16a82-c6df-4406-a5e8-2dd9d5172400

جنوب السودان: الأمم المتحدة تعمل على الجبهتين السياسية وحفظ السلام لوقف القتال

تعمل الأمم المتحدة على الجبهتين الدبلوماسية والعسكرية اليوم لاخماد نيران الصراع في جنوب السودان، فيما حث الأمين العام بان كي مون الحكومة على إطلاق سراح السجناء السياسيين لتسهيل المحادثات مع المتمردين. وعقد مجلس الأمن اجتماعا طارئا حول أحدث الجهود المبذولة لتعزيز قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في أحدث دولة في العالم.

وقال رئيس المجلس، جيرار آرو للصحفيين إن الممثلة الخاصة للأمين العام، هيلدا جونسون قدمت إحاطة عبر دائرة تلفزيزنية مغلقة من جوبا، حول آخر التطورات في القتال، وجهود الوساطة من قبل الدول المجاورة لوقف القتال، والخطوات التي اتخذتها الوكالات الإنسانية لتقديم المساعدات للمحتاجين. ووصف آرو الوضع "بالمزري للغاية".وتشير التقديرات إلى أن نحو 180،000 شخص قد نزحوا منذ الخامس عشر من كانون أول/ديسمبر، عندما اندلعت الموجة الأخيرة من القتال في جنوب السودان، ولجأ 75،000 منهم إلى قواعد الأونميس، بما في ذلك قاعدة جوبا وبور وبنتيو وملكال وباريانغ.وأضاف السيد آرو أن "الحالة مأساوية للغاية. ومن المستحيل تقدير عدد الضحايا، لكنه في الحقيقة مرتفع جدا".وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام، هيرفيه لادسوس، إنه يأمل في أن تصل تعزيزات قوة حفظ السلام على الأرض في غضون أسبوع إلى ثلاثة أسابيع. وقد وصلت بالفعل اثنتان من وحدات الشرطة.وتحدث السيد بان هاتفيا مع السيد كير هذا الصباح، مرحبا بالتزام رئيس جنوب السودان سلفا كير بوقف الأعمال العدائية واستعداده للانخراط في الحوار مع قادة المعارضة. وفي هذا الإطار شجع السيد بان سلفا كير على النظر في الإفراج المبكر عن السجناء السياسيين.وأكد الأمين العام على دعم الأمم المتحدة الكامل لعملية الوساطة التي تقوم بها الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد)، ودعا جميع الأطراف إلى التعاون الكامل في إيجاد حل سلمي للأزمة الحالية. وشدد أيضا على ضرورة محاسبة المسؤولين عن الهجمات على المدنيين. وقال السيد لادسوس، والذي تحدث في المجلس أيضا، للصحفيين إنه تم إحراز تقدم كبير في إيجاد تعزيزات أونميس، بما في ذلك القوات والمعدات مثل الطائرات المروحية. وأضاف "إننا نعمل على مدار الساعة لتأمين المساهمات، والوحدات والمعدات".وسيكون مصدر القوات الإضافية كل من البعثة المختلطة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور، يوناميد، وبعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في هايتي، مينوستا، وبعثة الأمم المتحدة في ليبيريا، أونميل، وعملية الأمم المتحدة في كوت ديفوار، أونوسي.وأوضح السيد آرو أن أمين عام الأمم المتحدة كان قد كتب إلى مجلس الأمن يطلب السماح بزيادة قوات بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، من خارج البعثات، بنحو خمسمائة شرطي، وبمروحيات مقاتلة. وشدد قرار مجلس الأمن على أهمية حماية المدنيين.وأفاد السيد آرو أنه مازال هناك الكثير من القتال، فهناك قتال في المناطق المحيطة ببور، حيث يوجد 20،000 نازح في قاعدة الأمم المتحدة. كما أن هناك قتالا بين قوات الحكومة وقوى المعارضة، في مدينة ملكال، حيث يوجد 22،000 نازح في قاعدة الأمم المتحدة. وفي بنتيو، حيث توقف إنتاج النفط، واتخذت قوات الحكومة مواقعها لاستعادة المدينة. وأشار السيد آرو إلى أن أوضاع حقوق الإنسان في جنوب السودان مقلقة جدا، مشيرا إلى أن هناك تقارير حول عمليات قتل وتعذيب واختفاء وعنف على أساس عرقي مستهدف. وقال "لقد تمت زيادة كفاءة قسم حقوق الإنسان في البعثة، كما تمت زيادة التحقيقات والتقارير حتى يمكن أن تكون هناك مساءلة في نهاية هذه المأساة". وعلى الصعيد الإنساني، تمكنت وكالات الإغاثة من تقديم المساعدات لما يقدر بنحو 106،000 نازح سواء داخل قواعد حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة أوخارجها.ولا تزال المنظمات الإنسانية تشعر بالقلق إزاء حماية المدنيين، فضلا عن حصول المواطنين على الغذاء الكافي والرعاية الصحية والمياه والصرف الصحي.وتشير هذه المنظمات إلى حاجتها الماسة 166 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحا للمتضررين من الأزمة في جنوب السودان.