منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة تحذر من أزمة غذاء تلوح في الأفق في جمهورية أفريقيا الوسطى

media:entermedia_image:b92ac810-659f-4ef8-8c8c-177e92edd8cf

الأمم المتحدة تحذر من أزمة غذاء تلوح في الأفق في جمهورية أفريقيا الوسطى

حذرت الأمم المتحدة اليوم من أزمة غذائية في جمهورية أفريقيا الوسطى، التي دمرها الصراع وأودى بحياة الآف الأشخاص، وتسبب في نزوح أكثر من نصف مليون شخص من ديارهم خلال العام الماضي، داعية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتوفير بذور المحاصيل للمزارعين.

وقد انخفض إنتاج المحاصيل بشكل حاد بعد إنتشار الحرب الأهلية التي اندلعت في الشمال الشرقي في كانون أول/ديسمبر الماضي، وفي بقية البلاد، ونقص المعروض من البذور بسبب النهب وتناول السكان لها كطعام بدلا من حفظها للزراعة.وقال دومينيك بيرجيون مدير إدارة حالات الطوارئ وإعادة التأهيل لدى منظمة الأغذية والزراعة الفاو، في روما "يقوم المزارعون اليائسون ببيع الأدوات والماشية حتى يتمكنوا من إطعام أسرهم، مما يفقدهم وسيلة كسب العيش، فيما انتشرت الغارات على الماشية والمعدات الزراعية على نطاق واسع".وأوضحت الفاو أنه نظرا لتحديات الوصول إلى الأسر الزراعية المتضررة، يجب أن يبدأ العمل الآن لمساعدتهم على الاستعداد لمواسم الزراعة عام 2014. ومن المقرر أن تبدأ زراعة محصول الذرة في أوائل شهر آذار/مارس 2014 في وسط وجنوب البلاد، في حين من المتوقع أن تبدأ زراعة الذرة الرفيعة والدخن في شمال البلاد في أيار/مايو. وتشكل الزراعة 53 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي وحصة كبيرة في سوق العمالة في جمهورية أفريقيا الوسطى، حيث يعيش ما يقرب من ثلاثة أرباع السكان البالغين 4.6 مليون شخص في المناطق الريفية. وقد انخفضت الصادرات الزراعية، وخاصة الأخشاب، والقطن والبن، والتي تعد واحدة من المصادر الرئيسية للنقد الأجنبي، بشكل حاد هذا العام. وأشارت المنظمة إلى أن أسعار المواد الغذائية مرتفعة ومتقلبة بسبب الاضطراب الشديد في الأسواق. وارتفعت أسعار الذرة في بانغي العاصمة بنسبة 31 في المائة بين كانون ثاني/يناير وتشرين ثُاني/نوفمبر، في حين ارتفعت أسعار الدخن بنسبة 70 في المائة بين آذار/مارس وتشرين أول/أكتوبر. وشهدت جمهورية أفريقيا الوسطى التي تميزت بعقود من عدم الاستقرار والقتال استئناف العنف في كانون أول/ديسمبر الماضي عندما شن تحالف المتمردين سيليكا سلسلة من الهجمات. وتم التوصل إلى اتفاق سلام في كانون الثاني/يناير، إلا أن المتمردين إستولوا مرة أخرى على العاصمة، بانغي، في شهرآذار/مارس، مما اضطر الرئيس فرانسوا بوزيزيه إلى الفرار.وقد أسند لحكومة انتقالية برئاسة رئيس الوزراء نيكولا تيانغاي، مسؤولية استعادة القانون والنظام وتمهيد الطريق لانتخابات ديمقراطية. إلا أن حدة الاشتباكات المسلحة في شمال شرق البلاد ارتفعت منذ آب/أغسطس. وتواجه البلاد الوضع الإنساني المتردي الذي يؤثر على جميع السكان تقريبا والبالغ عددهم 4.6 مليون نسمة.