منظور عالمي قصص إنسانية

جمهورية أفريقيا الوسطى: نفاد الإمدادات المنقذة للحياة مع تزايد الاحتياجات

media:entermedia_image:ceb6b466-ad8a-4a77-86fd-92128d58387b

جمهورية أفريقيا الوسطى: نفاد الإمدادات المنقذة للحياة مع تزايد الاحتياجات

وسط تزايد معدل النزوح في جمهورية أفريقيا الوسطى وتضاؤل التمويل، حذر صندوق الأمم المتحدة للطفولة، اليونيسف، اليوم من أن الاحتياجات المتزايدة ستتجاوز إمدادات الطوارئ في الأسابيع المقبلة.

وقال بوب مكارثي، منسق اليونيسف في جمهورية أفريقيا الوسطى "تشهد الفرق المتنقلة لدينا، تزايدا في أعداد النازحين نتيجة أعمال العنف".

ومنذ أيلول/سبتمبر 2013، تضاعف عدد الأشخاص الذين أجبروا على الفرار من منازلهم تقريبا، حيث تقدر أعداد النازحين بنحو 394،000.

وقال جان دو ديو وهم مزارع بالغ من العمر 31 سنة، أثناء إعداد مأوى مؤقت من الأغطية البلاستيكية التي تقدمها اليونيسف، لزوجته وأطفاله الخمسة في أحد مواقع النزوح في بوسانغوا "وصلنا قبل يومين فقط، نشعر أننا أكثر أمنا هنا عن الأدغال. لقد أحرقت أكواخنا وسرقت مواشينا. هربنا دون حمل أي شيء باستثناء بعض الأواني وأوراق الكسافا".

وتحتاج وكالة الأمم المتحدة على وجه السرعة إلى ثلاثة ملايين دولار إضافية لتوفير مواد الإغاثة في حالات الطوارئ مثل البطانيات والناموسيات والجراكن والصابون ل 55،000 من المشردين داخليا في البلاد خلال الأشهر الستة المقبلة.

ومنذ شهر آب/أغسطس الماضي، تلقى أكثر من 44،000 نازح الأغطية البلاستيكية والبطانيات والناموسيات والجراكن ومستلزمات النظافة والصابون بدعم من اليونيسف.

وأوضح السيد مكارثي "نحن نقدم الأدوية الأساسية من أجل إعادة تشغيل الرعاية الصحية في حالات الطوارئ والمياه الصالحة للشرب إلى الأسر في مواقع النزوح مثل بوسانغوا"، مضيفا "البنود البسيطة مثل الجراكن تحدث فرقا كبيرا في السماح للسكان بنقل وتخزين المياه في المناطق التي يعيشون فيها. إن أي تأخير أو انقطاع في إيصال الإمدادات الأساسية يعرض النازحين والأطفال الصغار إلى خطر الإصابة بالإسهال وغيره من الأمراض".

وكانت أعمال العنف قد اندلعت في كانون أول/ديسمبر الماضي في جمهورية أفريقيا الوسطى، التي شهدت عقودا من عدم الاستقرار والقتال، عندما شن تحالف المتمردين سيلكا سلسلة من الهجمات. وتم التوصل إلى اتفاق سلام في كانون ثاني/يناير، إلا أن المتمردين إستولوا مرة أخرى على العاصمة، بانغي، في شهر آذار/مارس، مما اضطر الرئيس فرانسوا بوزيزيه إلى الفرار. وتدار البلاد في الوقت الراهن من قبل المجلس الوطني الانتقالي برئاسة ميشال دجوتوديا وحكومة انتقالية، برئاسة رئيس الوزراء نيكولا تيانغايا، شكلت في حزيران/يونيو منوطة باستعادة القانون والنظام وتمهيد الطريق لانتخابات ديمقراطية.

وتصاعدت الاشتباكات المسلحة في الشمال الشرقي منذ بداية آب/أغسطس. وتواجه البلاد وضعا إنسانيا مترديا يؤثر مباشرة على السكان، والبالغ عددهم نحو 4.6 مليون نسمة، من بينهم أكثر من 2.3 مليون طفل، بسبب انهيار الخدمات والقانون والنظام.

وبالإضافة إلى ذلك، هناك تقارير حول استمرار وقوع انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان منذ أن سيطرت قوات التحالف على السلطة في آذار/مارس عام 2013، بما في ذلك القتل المتعمد للمدنيين، وأعمال العنف الجنسي ضد النساء ولأطفال، وتدمير ونهب الممتلكات، بما في ذلك المستشفيات والمدارس والكنائس.