منظور عالمي قصص إنسانية

أربعة ملايين سوري عاجزون عن إنتاج غذاء كافٍ أو شرائه

نقطة توزيع الإغاثة في طرطوس، في غرب سوريا. المصدر: برنامج الأغذية العالمي: / مها الخطيب
نقطة توزيع الإغاثة في طرطوس، في غرب سوريا. المصدر: برنامج الأغذية العالمي: / مها الخطيب

أربعة ملايين سوري عاجزون عن إنتاج غذاء كافٍ أو شرائه

حذر تقرير مشترك لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، فاو، وبرنامج الأغذية العالمي، من تفاقم أزمة الإنتاج الزراعي السوري على مدى الاثني عشر شهرا القادمة في حالة استمرار الصراع الجاري، مشيرا إلى التدهور الشديد في أمن سوريا الغذائي على مدى العام الماضي.

وأورد التقرير المعدّ كحصيلة لبعثة تقييمٍ مشتركة للمحاصيل والأمن الغذائي أوفدها كل من منظمة "فاو" وبرنامج الأغذية العالمي خلال مايو/أيار ويونيو/حزيران، أن "الإنتاج المحصولي والحيواني، وتوافُر الغذاء، وقدرة الحصول عليه تكبّدت جميعاً خسائر فادحة وعلى نحو متزايد في غضون السنة الماضية".

وذكر التقرير المشترك أن آفاق الأمن الغذائي خلال عام 2014 في سوريا قد تتفاقم أكثر مما هي عليه الآن في حالة تواصُل النزاع الراهن، وكشف عن أن "العديد من العوامل المضادّة تراكمت آثارها على قطاعي الماشية والإنتاج المحصولي، محذرا أن الإنتاج الداخلي قد يتعرض على مدى الأشهر الاثني عشر المقبلة لأضرار حادة بسبب استمرار الصراع".

وقالت وكالتا الأمم المتحدة المختصتان بالغذاء، إن"هناك فرصة محدودة فقط لضمان ألا تفقد الأسر المتضررة من الأزمة، مواردها الحيوية من الغذاء والدخل".

وذكر التقرير أن قطاع الإنتاج الحيواني أيضاً "تقلص بفعل الصراع المستمر"، مضيفاً أن "إنتاج الدواجن تراجع بأكثر من 50 بالمائة مقارنة بعام 2011، بينما هبطت أعداد الماشية والخراف بحدة".

ويعزو التقرير أسباب انعدام أمن الغذاء إلى النزوح السكاني الهائل، وعرقلة الإنتاج الزراعي، والبطالة، والعقوبات الاقتصادية، وهبوط قيمة العملة الوطنية، وارتفاع أسعار الأغذية والوقود.

واستخلصت البعثة المشتركة بين المنظمتين أن ما يعوِّق إنتاج الأغذية هو ارتفاع التكاليف، وانخفاض كميات المُدخَلات المتاحة، وتضرُّر الآليّات الزراعية ومرافق التخزين، وتهديدات العنف، ونزوح المُزارعين من أراضيهم.

وتكبّدت قنوات الري ومعامل ضرب القطن من بين البُنى التحتيّة الأخرى، أضرارا أيضاً. وتعمل مطاحن دقيق القمح والمخابز بطاقة جزئية أو توقّفت عن العمل تماماً. كما فاقَم من الوضع بشدة العقوبات المفروضة على سوريا، مما أدّى إلى نقص المُدخلات الزراعية، ومواد حماية المحاصيل، ووقود الديزل، وقطع الغيار.

كما شوهد نزوحٌ جماعي بالغ الضخامة من سوريا، خلال الأشهر الثماني عشر الماضية، بما في ذلك نحو 1.6 مليون لاجئ مسجَّلين إلى الآن وثمة آخرون في انتظار تسجيلهم.

وأضاف التقرير أن القطاع البيطري يواجه صعوبات جمّة، ومع النقص الخطير في لقاحات التطعيم الحيواني هناك خطر جاد من أن تنتقل الأمراض الحيوانية إلى البُلدان المجاورة.

وتتضمّن التوصيات إصلاح مرافق البُنى التحتية، وتوفير المدخلات والأدوات، وتقديم المشورة التقنية، وإتاحة الأراضي لزراعتها بالنسبة للنازحين الذين اضطروا إلى هجرة سكناهم.

ومنذ مطلع هذا العام قدّمت منظمة "فاو" دعماً لما يقرب من 70,000 شخص، وتضمّنت المساعدات العلف الحيواني، ومجموعات الدواجن المتكاملة، والمجترّات الصغيرة، والبذور والأدوات. وفي حالة توافُر التمويل المنشود تعتزم المنظمة دعم 216,000 شخص آخرين بمساعدات مشابهة.

ومن خلال العمل مع المنظمات الشريكة في سوريا، نجح برنامج الأغذية العالمي في تقديم المعونات الغذائية ل 2.5 مليون شخص في يونيو/حزيران، ويخطّط لتقديم المساعدات الغذائية لثلاثة ملايين آخرين خلال يوليو/تموز. كما يمضي البرنامج بتصعيد الدعم اللوجستي وقدراته العملياتية لتغطية الاحتياجات الغذائية لأربعة ملايين نسمة بحلول شهر اكتوبر/تشرين الأول. وبالإضافة إلى ذلك، يقدّم البرنامج معونات غذائية لنحو مليون لاجئ سوري فرّوا إلى البُلدان المجاورة.