منظور عالمي قصص إنسانية

الفاو: الجراد يهدد بتفجير أزمة غذائية حادة في مدغشقر

يمكن أن تغطي أسراب الجراد مئات الأميال، وتترك القليل من النباتات وراءها. المصدر: الفاو / ياسويوشي شيبا
يمكن أن تغطي أسراب الجراد مئات الأميال، وتترك القليل من النباتات وراءها. المصدر: الفاو / ياسويوشي شيبا

الفاو: الجراد يهدد بتفجير أزمة غذائية حادة في مدغشقر

أفاد بيان صحفي لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة أن مدغشقر وقعت في قبضة وباء الجراد الذي تعذرت السيطرة عليه إلى حد كبير، وتواجه البلاد أزمة غذائية خطيرة. وتتطلب حملة طوارئ واسعة النطاق على وجه السرعة تمويلا لا يقل عن 22 مليون دولار لبدء المساعدة في موسم الزراعة المقبل في أيلول/سبتمبر. وحتى الآن، ما زال هناك نقص حاد في تمويل نداءات منظمة الأغذية والزراعة لحالات الطوارئ لمدغشقر.

وتتوقع المنظمة أن ينتشر الجراد في ثلثي البلاد بحلول شهر أيلول/سبتمبر.

ويواجه نحو 13 مليون نسمة أو ما يقرب من 60 في المائة من مجموع سكان الجزيرة خطر فقدان سبل عيشهم. ويعتمد تسعة ملايين من هؤلاء اعتمادا مباشرا على الزراعة للغذاء والدخل.

وكانت المنظمة قد أصدرت تحذيرات متعددة منذ آب/ أغسطس 2012 تدعو إلى توفير الدعم المالي.

وأكد مدير عام المنظمة خوسيه غرازيانو دا سيلفا أن الوقاية واتخاذ إجراءات مبكرة هي من الأمور الحيوية للسيطرة على الوضع. وأضاف "إذا لم نتحرك الآن، يمكن أن يستفحل الوباء لعدة سنوات، ويكلف مئات الملايين من الدولارات". وقال "إن تلك قد تكون الفرصة الأخيرة لتجنب أزمة طويلة الأمد".

ويذكر أنه عندما شهدت منطقة الساحل موجات من الجراد في الفترة ما بين 2003-2005، تجاوزت تكاليف عمليات المكافحة 570 مليون دولار، بالإضافة إلى الأضرار الاقتصادية الناجمة عن فقدان المحاصيل والمعونة الغذائية.

وتكلف تدابير الرقابة الوقائية عادة نحو 3.3 مليون دولار سنويا لتغطية بلدان الساحل العشرة المتضررة. ويعادل التدخل في وقت الأزمة ما تكلفته 170 عاما من الوقاية تقريبا.

وطالب البيان بتوفير التمويل بحلول تموز/يوليو، من أجل شن حملة مكافحة الجراد على نطاق واسع بدءا من شهر أيلول/سبتمبر. ويحتاج برنامج المنظمة لمكافحة الجراد التمويل بالكامل من أجل رصد حالة الجراد في جميع أنحاء المنطقة الملوثة، وللقيام بعمليات المكافحة الجوية للمناطق الموبوءة. وعدا عن ذلك، سوف تستمر أسراب الجراد التي لم يتم كشفها أو السيطرة عليها في التوالد ويستمر الوباء لعدة سنوات.

وتعمل بعثة مشتركة بشأن المحاصيل وتقييم الأمن الغذائي، بدعم من منظمة الأغذية والزراعة، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية وبرنامج الأغذية العالمي، وبالتعاون الوثيق مع حكومة مدغشقر، حاليا على أرض الواقع لقياس أضرار الجراد على وضع الأمن الغذائي وسبل المعيشة. وسوف تتاح بيانات أكثر تفصيلا في تموز/يوليو، ولكن ينبغي إتاحة الموارد اللازمة لبدء التحضير للعمليات الميدانية الآن.

ووفقا لتقديرات منظمة الأغذية والزراعة، قد تصل الخسائر في إنتاج الأرز إلى 630 ألف طن، أو حوالي 25 في المائة من إجمالي استهلاك الأرز في مدغشقر. وقال بيان الفاو إن هذا من شأنه أن يؤثر سلبا وبشدة على الأمن الغذائي ومعيشة الفئات الأكثر ضعفا.

يشار إلى أن الأرز هو المحصول الرئيسي في البلاد، حيث يعيش 80 في المائة من السكان على أقل من دولار واحد في اليوم. سوف تحتاج 1.5 مليون هكتار من الأراضي في مدغشقر إلى عمليات الرش الجوي خلال الحملة 2014/2013.