منظور عالمي قصص إنسانية

الجمعية تؤكد دور المحاكم الجنائية الدولية في تعزيز المصالحة

media:entermedia_image:f7d56341-bdd8-40d3-be44-c8370a8ae6ed

الجمعية تؤكد دور المحاكم الجنائية الدولية في تعزيز المصالحة

عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة جلسة اليوم ناقشت فيها للمرة الأولى دور نظام العدالة الجنائية الدولية في المصالحة، وشدد رئيسها على الدور الحيوي الذي يجب أن تضطلع به ليس فقط في النظر إلى الفظائع السابقة ولكن في جمع الخصوم السابقين معا لبناء غدا أفضل وأكثر شمولا.

وقال رئيس الجمعية فوك يريميتش في افتتاح الدورة."السؤال هو كيف يمكن للعدالة الجنائية الدولية المساعدة في التوفيق بين الخصوم السابقين في مرحلة ما بعد الصراع وانتقال المجتمعات".

على مدى العقدين الماضيين تم انشاء مختلف المحاكم الجنائية الدولية، إما تحت رعاية الأمم المتحدة أو بالتعاون مع المنظمة الدولية، للحكم على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبت في بلدان مختلفة مثل يوغوسلافيا السابقة ورواندا، وسيراليون، و كمبوديا.

وتشمل هذه المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة والمحكمة الجنائية الدولية لرواندا، والمحكمة الخاصة لسيراليون، والدوائر الاستثنائية في المحاكم الكمبودية، والمحكمة الخاصة بلبنان، والمحكمة الجنائية الدولية وهي ليست خاصة ببلد معين.

أكد الأمين العام بان كي مون في خطابه أمام الجمعية، أن تم إطلاق نظام العدالة الجنائية الدولية قبل عقدين من الزمن، ما يقرب من 50 سنة بعد محاكمات نورمبرغ ضد مجرمي الحرب النازيين "في مواجهة الأعمال البشعة التي استدعت في بعض الأحيان تلك الأشباح من الحرب العالمية الثانية".

وقال،"الإفلات من العقاب على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية وغيرها من الجرائم الدولية الخطيرة لم يعد مقبولا، ولا يمكن التسامح به"، مشيرا الى أن النظام قد أعطى أيضا صوت للضحايا والشهود. " في حين انهم تركوا يوما ما يعانوا في صمت، اصبح لديهم اليوم منصة".

وأضاف بان كي مون أن دعم المحاكم يعني احترام استقلاليتها وحيادها ونزاهتها وعدم التشكيك فيها، ويعني تطبيق قراراتها وحمايتها ممن يسعون إلى تقويضها لأسباب ترتبط بالسياسة أكثر مما تتعلق بالعدالة.

ومسلطا الضوء على موضوع المصالحة، قال السيد يريميتش، الصربي الأصل، " تقع المصالحة عندما يكون جميع أطراف النزاع على استعداد لقول الحقيقة لبعضهم البعض.

المصالحة هي في جوهرها عن المستقبل، عن التأكد من أننا لا نسمح لمآسي أمس تطويق قدرتنا على التواصل مع بعضنا البعض، والعمل معا من أجل غد أفضل وأكثر شمولا."

وأشار إلى أن هذا الموضوع حساس جدا، كثيرا ما تنطوي على تداول المسائل الحساسة مثل السيادة أو النزاهة. وأضاف "لكن اعتقد جازما انه يجب أن لا يكون هناك موضوعات محظور مناقشتها في الجمعية العامة"، وقال. "لا يوجد أي مكان آخر يمكن لجميع الدول الأعضاء الاجتماع معا، على قدم المساواة، لتبادل الآراء بصراحة، وعلنية وجامعة حول القضايا بعيدة المدى"؟

والتقى السيد بان كي مون في وقت لاحق ممثلي أمهات سريبرينيتسا وزيبا، التي فقدت ما لا يقل عن 6000 من الرجال والفتيان المسلمين في مذابح في جمهورية الصربية الانفصالية في البوسنة والهرسك في عام 1995 خلال الحروب في يوغوسلافيا السابقة، كما التقى رابطة الضحايا والشهود الإبادة الجماعية.

ومن المقرر أن تتحدث ثمانية وأربعين بلدا أثناء دورة الجمعية العامة والتي تمتد لمدة يوم كامل.