منظور عالمي قصص إنسانية

المحكمة الخاصة بسيراليون المدعومة من الأمم المتحدة تصدر حكما تاريخيا بإدانة رئيس ليبريا السابق للمساعدة في ارتكاب جرائم حرب

media:entermedia_image:a9462e5f-e412-46a0-93fa-0eb16db7437b

المحكمة الخاصة بسيراليون المدعومة من الأمم المتحدة تصدر حكما تاريخيا بإدانة رئيس ليبريا السابق للمساعدة في ارتكاب جرائم حرب

أصدرت المحكمة الخاصة بسيراليون المدعومة من الأمم المتحدة حكما بإدانة رئيس ليبيريا السابق، تشارلز تايلور، بتقديم المساعدة والتحريض على ارتكاب جرائم حرب منها قتل واغتصاب في سيراليون أثناء الحرب الأهلية.

ويمثل تايلور أمام المحكمة في لاهاي منذ نحو خمس سنوات لاتهامه بمساندة المتمردين الذين قتلوا عشرات الآلاف أثناء الحرب بين عامي 1991 و2002 في سيراليون.

وأدين تايلور بارتكاب أعمال إرهاب وقتل، وجرائم ضد الإنسانية، واغتصاب واستعباد جنسي ومعاملة قاسية والتآمر وتجنيد أطفال تحت سن الخامسة عشرة في القوات المسلحة والجماعات واستغلالهم بإشراكهم في الأعمال العدائية.

كما حكم القضاة بأن تايلور تلقى الماس من المتمردين مقابل تزويدهم بالسلاح والذخيرة، إلا أنهم ذكروا أن رئيس ليبيريا السابق ليس مسؤولا بشكل مباشر عن إصدار الأوامر بارتكاب تلك الجرائم لأنه لم يكن يملك القيادة والسيطرة على جماعات التمرد.

وفي أول رد فعل على هذا الحكم، أصدرت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، نافي بيلاي، بيانا رحبت فيه بإدانة تايلور بالمساعدة في ارتكاب جرائم حرب في سيراليون أثناء الحرب الأهلية.

وقالت إن الحكم يعد علامة مهمة على مسار تطور العدالة الدولية، وأشارت في الوقت ذاته إلى أن تايلور قد يستأنف الحكم وأنه لا يعد مذنبا بشكل كامل إلا بعد انتهاء العملية القضائية.

وذكرت بيلاي أن زمن تمتع الطغاة والقتلة بحياة رغدة في بلاد أخرى بعد أن يتقاعدوا قد ولى.

وأضافت "أنوه هنا إلى عدم إلقاء القبض بعد على الرئيس السوداني عمر البشير بعد أن وجهت إليه المحكمة الجنائية الدولية الاتهامات منذ فترة، ومن المهم للغاية أن يتعاون المجتمع الدولي لضمان تمكن المحكمة الجنائية الدولية من إجراء محاكمة الرئيس السوداني أيضا".

كما لقي الحكم ترحيبا من ممثلة الأمين العام المعنية بشؤون الأطفال والنزاعات المسلحة، راديكا كوماراسوامي، التي قالت إن القرار هو إنجاز آخر في معاقبة مرتكبي أو المسؤولين عن ارتكاب أفظع الجرائم ضد الأطفال.

وذكرت أن الأطفال في سيراليون واجهوا فظائع رهيبة خلال الصراع، إذ كان الفتيان والفتيات يجبرون على بتر أطراف الضحايا أو يتعرضون هم أنفسهم لعمليات البتر تلك.

ورحبت كوماراسوامي بمقاضاة العقل المدبر الذي يقف وراء تلك الجرائم، وأعربت عن الأمل في أن تجلب العدالة التي تحققت اليوم المداواة والتعافي لجميع الضحايا.