مكافحة شلل الأطفال: وكالات الأمم المتحدة تشيد بالدور الرئيسي للجهود الوطنية مع تحقيق الهند لانجاز هام

أفادت منظمة الصحة العالمية أن الهند على المسار لتصبح خالية من فيروس شلل الأطفال، وغدا تكمل الهند عاما بدون أي حالة شلل أطفال.

وأشارت المنظمة إلى أنه إذا جاءت نتيجة جميع الفحوص المعملية الحالية سلبية، فخلال الأسابيع المقبلة، سيتم رسميا اعتبار الهند خالية من فيروس شلل الأطفال لأول مرة في تاريخها، الأمر الذي سيقلل من عدد البلدان الموبوءة بالمرض إلى ثلاثة: باكستان وأفغانستان ونيجيريا.

وقالت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية، مارغريت تشان: "يمكن القول إن نجاح الهند يعد أعظم إنجازاتها في مجال الصحة العامة، وأنه قدم فرصة لدفع الجهود العالمية لاستئصال شلل الأطفال".

وأضافت "كان إيقاف شلل الأطفال في الهند يتطلب ابتكارا ومثابرة وكفاءة مهنية ولقد ظهرت العديد من الابتكارات في مجال القضاء على شلل الأطفال من التحديات في الهند، ويجب الآن تكييف الدروس المستفادة من الهند وتنفيذها من خلال اتخاذ إجراءات عاجلة للقضاء على شلل الأطفال في كل مكان".

من ناحيته عزا المدير التنفيذي لليونيسف، أنطوني ليك، نجاح مكافحة شلل الأطفال في الهند للقيادة القوية للحكومة الهندية وحكومات الولايات التي أطلقت برنامجا شاملا للقضاء على شلل الأطفال، والذي جعل من الممكن إجراء برامج تحصين في ولايات ذات كثافة سكانية عالية، ومعدلات مرتفعة من الفقر.

وأضاف ليك "إن الانجاز الذي أحرزته الهند هو دليل ايجابي على أنه بإمكاننا القضاء على شلل الأطفال حتى في البيئات الأكثر تحديا. وفي الحقيقة، لا يمكننا هزيمة هذا المرض اللعين إلا باستهداف هذه المناطق، ولأننا نستطيع ذلك، يجب علينا أن ننجز مهمة القضاء على شلل الأطفال على المستوى العالمي، بشكل نهائي".

ويعد حجم حملة الاستئصال في الهند مذهلا: ففي كل عام، يتم تطعيم أكثر من 170 مليون طفل دون سن الخامسة في حملتين وطنيتين للتحصين، كما يتم تطعيم ما يصل إلى 70 مليون طفل في المناطق الموبوءة عدة مرات في حملات خاصة إضافية، ويتطلب هذا الجهد ككل حوالي بليون جرعة من لقاح شلل الأطفال عبر الفم سنويا.

ويتطلب تنفيذ تلك الحملات التزاما ماليا من الحكومة، وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن الهند ستكون قد أنفقت بحلول العام القادم ملياري دولار على جهود القضاء على الفيروس مما يجعلها أكبر مانح في القضاء على شلل الأطفال.

ومع ذلك، حذرت المنظمة من أنه لا يوجد مجال للتهاون، ويجب أن تواصل الهند مراقبة الوضع بشكل دقيق وأن تحافظ على مستويات عالية للمناعة ضد فيروس شلل الأطفال للوقاية من أي عودة لشلل الأطفال حتى يتحقق القضاء على المرض على المستوى العالمي.

ومع الإنجاز الذي حققته الهند، تركز الجهود العالمية لاستئصال شلل الأطفال الآن على تحسين تنفيذ خطط عمليات الطوارئ في باكستان ونيجيريا وأفغانستان، ويعتمد النجاح على الجهود المحلية والمساءلة على جميع مستويات الحكومة والشركاء الدوليين.