منظور عالمي قصص إنسانية

جنوب السودان: الأمم المتحدة تحث الجماعات العرقية على حل خلافاتها سلميا

media:entermedia_image:d2af938c-be25-41c8-8c6b-e458dd9857fa

جنوب السودان: الأمم المتحدة تحث الجماعات العرقية على حل خلافاتها سلميا

تخشى الأمم المتحدة من وقوع مأساة كبيرة في جنوب السودان مع استعداد آلاف الشبان لمهاجمة قبيلة أخرى في ولاية جونقلي.

وأفادت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان (أونميس)، أن دوريات جوية لبعثتها خلال نهاية الأسبوع، رصدت آلاف الشبان المسلحين من قبيلة النوير يستعدون لمهاجمة أفراد من قبيلة مورلي في جونقلي.

فيما توعدت مجموعة تسمي نفسها الجيش الأبيض لشباب النوير في بيان لها بـالقضاء على قبيلة مورلي برمتها لأنه الحل الوحيد لضمان سلامة مواشي قبيلة النوير على المدى البعيد، وتتهم المجموعة قبيلة مورلي بقتل أفراد من قبيلتها منذ العام 2005.

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه البالغ إزاء توتر الوضع في جنوب السودان، داعيا جميع الأطراف المتنافسة إلى وقف العنف والعمل مع الحكومة الحالية تجاه حل طويل الأمد لمواجهة الأسباب الجذرية للأعمال العدائية.

وفي تعليقها على الاشتباكات الدائرة بين قبيلتي المورلي والنوير أكدت مديرة بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان بالإنابة، ومنسقة الشؤون الإنسانية المقيمة، ليز غراندي، في حديث مع إذاعة مرايا التابعة لبعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، أن من حق كل شخص أن يعود إلى داره، وأن العنف يجب أن يتوقف.

وعبرت غراندي عن المخاوف التي يثيرها التوتر الحالي في المنطقة: "نشعر جميعا بالقلق الشديد من احتمال اندلاع العنف على نطاق واسع. فمع اتضاح حقيقة الموقف، يمكن أن نرى آلاف الشباب المسلحين، الذين يتجمعون الآن في جونقلي. لقد تلقينا تقارير تفيد بأنه تم إحراق سيارتين، وأن الاعتداءات قد بدأت، ونحن قلقون جدا لاحتمال امتدادها، ومن الواضح أن الأولوية حاليا يجب أن تكون لوقف العنف، وأن يعود الشباب إلى ديارهم".

وأعربت مسؤولة البعثة عن الرضا لتوجه بعثة كبيرة من زعماء قبيلتي اللونوير والمورلي، بقيادة نائب الرئيس، إلى مناطق التوتر لنشر رسالة تدعو إلى ضرورة وقف العنف. وأثنت غراندي على تعامل الحكومة مع الأزمة، مشيرة إلى أنها أبدت قيادة قوية.

وأضافت "بالطبع، بالنسبة للحكومة، فإن المسؤولية الرئيسية هي التدخل والتأكد من أن المجتمعات آمنة وتتمتع بالحماية، ودورنا كبعثة للأمم المتحدة هو دعم جهود الحكومة".

وقد عززت قوات حفظ السلام تواجدها في المناطق الرئيسية في ولاية جونقلي، وقامت بتسيير دوريات متواصلة لردع أي عنف محتمل، بهدف مساعدة الحكومة على حماية المدنيين والاضطلاع بمسؤوليتها.

وقال عليم صديق، المتحدث الرسمي لبعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، "إن قوات بعثة حفظ السلام تعزز وجودها هنا على أرض الواقع، ونقوم بزيادة عدد الطلعات الجوية في جميع أنحاء ولاية جونقلي حتى نتمكن من ردع اندلاع أعمال عنف محتملة".

وأضاف صديق أن الأمم المتحدة تسعى لتعزيز السلام والاستقرار في جنوب السودان الأمر لا يمكن أن يتم إلا من خلال تعاون جميع الأطراف ، قائلا "نستطيع فقط القيام بذلك إذا عملت بعثة الأمم المتحدة وحكومة جنوب السودان والمجتمعات من كل ولاية جونقلي معا بطريقة منسقة لتعزيز السلام في المنطقة التي هي بأمس الحاجة لهذا في هذه اللحظة".