منظور عالمي قصص إنسانية

الأمين العام يتسلم الطلب الفلسطيني بالانضمام إلى عضوية الأمم المتحدة

media:entermedia_image:d38c9057-4713-43b5-9f97-0f07ae7927c9

الأمين العام يتسلم الطلب الفلسطيني بالانضمام إلى عضوية الأمم المتحدة

سلم الرئيس الفلسطيني محمود عباس طلب انضمام فلسطين إلى عضوية الأمم المتحدة إلى الأمين العام بان كي مون اليوم.

وفي كلمته أمام الجمعية العامة، قال عباس إن القضية الفلسطينية قد ارتبطت بالأمم المتحدة من خلال قرارات هيئاتها ووكالاتها المختلفة، والدور الجوهري لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، اونروا، التي تجسد المسؤولية الدولية تجاه محنة اللاجئين الفلسطينيين، من ضحايا نكبة عام 1948 على حد قوله.

وأضاف عباس ان الفلسطينيين يسعون إلى دور أكبر وأكثر حضورا وفعالية للأمم المتحدة في العمل من أجل تحقيق سلام عادل وشامل في الشرق الأوسط، يضمن الحقوق الثابتة والمشروعة للشعب الفلسطيني وفقا لقرارات الشرعية الدولية. وقال إن الفلسطينيين قد دخلوا المفاوضات التي رعاها الرئيس الأمريكي العام الماضي بقلوب مفتوحة، إلا أنها انهارت بعد أسابيع من انطلاقها بسبب سياسة بناء المستوطنات الإسرائيلية على أراضي فلسطينية، التي قال إنها المسئولة عن فشل وتعثر عملية السلام، وإنهيار عشرات الفرص. وقال:

"إن تقارير بعثات الأمم المتحدة وبعض المؤسسات والجمعيات الأهلية الإسرائيلية تقدم صورة مرعبة عن حجم الحملة الاستيطانية التي لا تتردد الحكومة الإسرائيلية في التفاخر بتنفيذها عبر المصادرة الممنهجة للأراضي الفلسطينية، وطرح العطاءات لبناء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة، وبخاصة في أراضي القدس العربية، وفي مختلف مناطق الضفة الغربية، وعبر بناء جدار الفصل الذي يلتهم مساحات واسعة من أراضينا، مقسما إياها إلى جزر معزولة، ملحقا بذلك أثارا مدمرة بحياة عشرات الألوف من الأسر الفلسطينية".

وأشار الرئيس الفلسطيني إلى رفض سلطات الاحتلال إعطاء تراخيص لبناء بيوت للفلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة، في الوقت الذي تكثف فيه حملة هدم ومصادرة البيوت وتشريد أصحابها، وإبعادهم. وقال:

" إن الاحتلال يسابق الزمن لرسم الحدود في أرضنا وفق ما يريد، ولفرض أمر واقع على الأرض يغير حقائقها وشواهدها، ويقوض الإمكانية الواقعية لقيام دولة فلسطين، وفي نفس الوقت، تواصل سلطات الاحتلال فرض حصارها المشدد على قطاع غزة، واستهداف مواطنينا بالاغتيالات والغارات الجوية والقصف المدفعي، مستكملة ما جرته حربها العدوانية قبل ثلاث سنوات على القطاع من تدمير هائل في المنازل والمدارس والمستشفيات والمساجد، وما خلفته من آلاف الشهداء والجرحى".

وأكد عباس تمسك الفلسطينيين بنبذ العنف ورفض وإدانة كافة أشكال الإرهاب، وبجميع الاتفاقات الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية واسرائيل، وبخيار التفاوض للتوصل إلى حل دائم للصراع وفق قرارات الشرعية الدولية. وتوجه إلى الإسرائيليين بالقول:

"إنني من هنا أقول باسم الشعب الفلسطيني، ومنظمة التحرير الفلسطينية: إننا نمد أيادينا إلى الحكومة الإسرائيلية والشعب الإسرائيلي من أجل صنع السلام، وأقول لهم: دعونا نبني مستقبلا قريبا عاجلا لأطفالنا، ينعمون فيه بالحرية والأمن والازدهار، دعونا نبني جسور الحوار بدل الحواجز وجدران الفصل، دعونا نبني علاقة التعاون الندية المتكافئة بين دولتين جارتين، فلسطين واسرائيل، بدلا من سياسات الاحتلال والاستيطان والحروب وإلغاء الآخر".

ثم توجه بالحديث إلى ممثلى المجتمع الدولي في قاعة الجمعية العامة:

"جئتكم اليوم من الأرض المقدسة، أرض فلسطين، أرض الرسالات السماوية، مسرى النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) ومهد السيد المسيح عليه السلام، لأتحدث باسم أبناء الشعب الفلسطيني في الوطن وفي الشتات، لأقول: بعد ثلاثة وستين عاما من عذابات النكبة المستمرة.. كفى.. كفى.. كفى.. آن الأوان أن ينال الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله، حان الوقت أن تنتهي معاناة ومحنة ملايين اللاجئين الفلسطينيين في الوطن والشتات، أن ينتهي تشريدهم وأن ينالوا حقوقهم، ومنهم من أجبر على اللجوء أكثر من مرة في أماكن مختلفة من العالم".