منظور عالمي قصص إنسانية

وكالات الأمم المتحدة تكثف عمليات نقل المساعدات الغذائية للصوماليين المتضررين من المجاعة

media:entermedia_image:d6735a91-0917-4a71-9eb4-7add6cda42bd

وكالات الأمم المتحدة تكثف عمليات نقل المساعدات الغذائية للصوماليين المتضررين من المجاعة

مع فرار المزيد من الصوماليين، ومعظمهم نساء وأطفال، من مناطق المجاعة، كثفت وكالات الأمم المتحدة من جهودها لتلبية الاحتياجات الإنسانية المتزايدة وخصوصا الغذاء للصغار الذين يعانون من سوء تغذية حاد.

وتشير وكالات الإغاثة إلى تزايد أعداد اللاجئين الصوماليين القادمين إلى مخيمات داداب في كينيا ليصل إلى 1500 شخص يوميا خلال الأربعة أيام الأولى من الشهر الجاري من 1300 في تموز/يوليه.

وأفادت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أنه ومنذ بداية العام الحالي وصل أكثر من 116.000 لاجئ صومالي إلى داداب، منهم 76.000 خلال الشهرين الأخيرين فقط، و80% منهم نساء وأطفال.

وعندما يصل اللاجئون إلى المخيمات يتلقون حصصا غذائية تكفي لمدة 21 يوما من برنامج الأغذية العالمي بالإضافة أدوات الطبخ والأغطية والأغطية البلاستيكية والصابون وفرشات للنوم.

كما كثفت اليونيسف من أنشطتها لمساعدة اللاجئين في داداب والمناطق المحيطة حيث تقدم المساعدات المنقذة للحياة من طعام ومياه ورعاية صحية وحماية الأطفال.

وأشارت اليونيسف إلى أن نصف الأطفال الذي يصلون إلى المخيمات من جنوب الصومال يعانون من سوء التغذية، مع وفاة العديد منهم خلال الرحلة من الصومال إلى كينيا.

وقد زادت اليونيسف من إمدادات الغذاء الجاهزة ووفرتها للمستشفيات ومراكز التغذية لعلاج سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة.

كما تعمل الوكالة مع السلطات الصحية المحلية لتأسيس مراكز تغذية علاجية على الحدود لضمان حصول العائلات العابرة إلى كينيا على خدمات الرعاية الصحية والتغذية المناسبة في أسرع وقت ممكن.

وقالت أوليفيا يامبي، ممثلة اليونيسف في كينيا، "إن العديد من الأسر الصومالية التي تعبر إلى كينيا لا تدري إنه عليها السير لمسافة 100 كيلومتر إضافية قبل الوصول إلى مخيمات اللاجئين في داداب".

وأضافت "إن وضع الإمدادات الطبية والغذائية على الحدود سينقذ الكثير من الأرواح التي يمكن فقدها بسهولة خلال الرحلة الطويلة إلى داداب".

كما تدعم اليونيسف حملات لتطعيم الأطفال ضد الحصبة والشلل في المخيمات بهدف الوصول إلى 200.000 طفل دون سن الخامسة، وتم تطعيم 100.000 طفل منهم حتى الآن.

وتعمل اليونيسف على ضمان الحصول على المياه النظيفة وتوفير الصرف الصحي للاجئين كما تعتزم الوكالة بناء 146 مركزا تعليميا وفصول في المخيمات لاستيعاب اللاجئين الجدد للتخفيف من الازدحام في المراكز الحالية.

من ناحية أخرى أفادت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أنها سترسل المساعدات الإنسانية المنقولة جوا، للمرة الأولى منذ خمس سنوات، إلى الصومال بداية الأسبوع القادم. وهذه الرحلة هي الأولى من بين ثلاث رحلات مقررة إلى مقديشو لتوصيل 31 طنا من المساعدات.

وقال المتحدث باسم المفوضية، أندريه ماهسيتش، "بحسب تقديراتنا فإن 100.000 شخص وصلوا إلى مقديشو فرارا من الجوع والجفاف خلال الشهرين الماضيين بحثا عن الطعام والمياه والمأوى وغيرها من المساعدات".

وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت المجاعة في ثلاث مناطق إضافية في الصومال مما يرفع عدد المناطق إلى خمس في البلاد حيث أدت المجاعة وسوء التغذية إلى وفاة عشرات الآلاف من الأشخاص.

ومع احتمال انتشار المجاعة في الجنوب بأكمله، حثت منظمة الأغذية والزراع (فاو) على اتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ حياة ملايين المزارعين والرعاة في منطقة القرن الأفريقي التي ضربها الجفاف.

وقالت المنظمة "إن الأزمة الراهنة في منطقة القرن الأفريقي هي الأشد قسوة بالنسبة للأمن الغذائي في العالم اليوم، وقد تفاقمت الأوضاع جراء النزاعات على مدى فترة طويلة من الزمن مما اضطر الملايين من السكان إلى التخلي عن بيوتهم وأراضيهم ومواشيهم ومقتنياتهم الإنتاجية الأخرى".

ومن بين التدابير التي تعتزم المنظمة تطبيقها على المدى القصير تأمين البذور والمدخلات والأدوات لتوزيعها على الأسر الزراعية استعدادا للموسم الزراعي في تشرين الأول/أكتوبر القادم، فضلا عن مشروعات الصحة الحيوانية لتأمين العقاقير والأمصال بالإضافة إلى التدريب وتنظيم برامج العمل من أجل الغذاء وتأمين التحويلات النقدية.

وأضافت الفاو أنه من المتوقع انتشار المجاعة في جميع أنحاء جنوب الصومال في غضون أربعة إلى ستة أسابيع وأن تستمر حتى كانون أول/ديسمبر 2011.