منظور عالمي قصص إنسانية

منظمة الصحة العالمية تحث على إدراج المصابين باضطرابات نفسية في البرامج الإنمائية

media:entermedia_image:07d87583-b6a6-4903-8c96-b7a6a06f4a00

منظمة الصحة العالمية تحث على إدراج المصابين باضطرابات نفسية في البرامج الإنمائية

حثت منظمة الصحة العالمية الحكومات ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الإنسانية إلى مواجهة "التحدي الهائل" الرامي إلى مساعدة ملايين الأشخاص المصابين باضطرابات نفسية واضطرابات نفسية اجتماعية في الدول النامية وهي إحدى أكثر الفئات عرضة للتهميش في تلك البلدان.

وقالت مارغريت تشان، المديرة العامة للمنظمة، "إن ثلاثة أرباع العبء العالمي للأمراض النفسية والاضطرابات النفسية الاجتماعية، يقع في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط".

وعلى الرغم من تعهد الجهات الفاعلة في مجال التنمية بتركيز عملها على أشد الفئات استضعافا في المجتمعات المحلية، فإن كثيرا من البرامج لا تزال تهمل تلك الفئة المستضعفة وتستبعدها.

وجاء ذلك في تقرير جديد أعدته منظمة الصحة العالمية بشأن الصحة النفسية والتنمية، بعنوان "استهداف المصابين بأمراض نفسية كفئة مستضعفة".

ويدعو التقرير الجهات الفاعلة في مجال التنمية إلى تناول مسألة احتياجات المصابين باضطرابات نفسية واضطرابات نفسية اجتماعية في الاعتبار وإدراجها في جميع المبادرات الإنمائية وتعزيز خدمات الصحة النفسية في الرعاية الصحية الأولية وتوفير العلاوات الاجتماعية وعلاوات العجز وإشراك المرضى أنفسهم في تصميم البرامج والمشاريع الإنمائية.

ويشير التقرير إلى أن غالبية البرامج الإنمائية وبرامج التخفيف من وطأة الفقر لا تشمل المصابين باضطرابات نفسية واضطرابات نفسية اجتماعية فمثلا 75% إلى 85% من أولئك المرضى لا يستفيدون من أي شكل من أشكال العلاج النفسي.

وهناك علاقة بين تلك الاضطرابات وارتفاع معدلات البطالة إلى نسبة تناهز 99% في بعض الأحيان، كما لا تتاح لأولئك المرضى فرص تعليمية ومهنية لتفجير كامل طاقاتهم.

وقال الدكتور علاء علوان، المدير العام المساعد المسؤول عن دائرة الأمراض غير المعدية والصحة النفسية بمنظمة الصحة العالمية، "لا بد للأوساط الإنمائية من توجيه المزيد من الاهتمام لهذه الفئة حتى يتسنى عكس الأوضاع السائدة".

وأضاف "أن معاناة المصابين باضطرابات نفسية واضطرابات نفسية اجتماعية من انعدام الرؤية والصوت والقوة إنما يعني ضرورة بذل جهود إضافية من أجل الوصول إليهم وإشراكهم بطريقة مباشرة أكثر في البرامج الإنمائية".

والجدير بالذكر أن هذه المسألة تطرح مشكلة ضخمة، فالتقديرات تشير إلى أن ربع سكان العالم سيصابون بمرض نفسي في مرحلة ما من حياتهم، وتتسبّب تلك الأمراض في حدوث عدد كبير من الوفيات وحالات العجز.

وسيمثل الاكتئاب ثاني أهم أسباب عبء المرض في البلدان المتوسطة الدخل وثالث أهم تلك الأسباب في البلدان المنخفضة الدخل بحلول عام 2030.

وتتعاون منظمة الصحة العالمية مع إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية التابعة للأمم المتحدة من أجل دمج الصحة النفسية في خطة التنمية والبرامج الإنمائية على الصعيد الوطني.

وقال السيد شا زوكانغ، وكيل الأمين العام للشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة، "لا بد لنا من تذليل العقبات التي لا تزال تتسبب في استبعاد المصابين باضطرابات نفسية واضطرابات نفسية اجتماعية، ويجب، لتحسين استفادتهم من الفرص ومنافع التنمية، من إشراكهم في تصميم السياسات والبرامج المرتبطة بالتنمية".

وتشمل الأمراض النفسية ذات الأولوية الاكتئاب وحالات الذهان والانتحار والصرع والخرف والأمراض الناجمة عن تعاطي الكحول والمخدرات والأمراض النفسية التي تصيب الأطفال.