منظور عالمي قصص إنسانية

مسؤولو الأمم المتحدة يؤكدون أن معالجة تدهور الأراضي عامل أساسي لرفاه البشر

مسؤولو الأمم المتحدة يؤكدون أن معالجة تدهور الأراضي عامل أساسي لرفاه البشر

media:entermedia_image:8badbd59-04bc-453d-ad1f-effc7a5d19ae
أكد مسؤولو الأمم المتحدة اليوم الحاجة إلى النظر في الأراضي الجافة في أنحاء العالم حيث يعيش أكثر من مليار من الفقراء وحيث تواجه الجهود الإنمائية تحديات خاصة.

وقال الأمين العام، بان كي مون، في رسالة بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف والذي يتم إحياؤه في السابع عشر من حزيران/يونيه كل عام "عندما نحمي الأراضي الجافة ونصلحها فإننا نحقق التقدم على جبهات كثيرة في نفس الوقت".

وأضاف "نحن نعزز الأمن الغذائي ونتصدى لتغير المناخ ونساعد الفقراء على التحكم في مصيرهم ونسرع الخطى نحو تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية".

إلا أنه وكما أشار الأمين العام فإن التصحر ما زال يمثل مشكلة، فخلال الأربعين عاما الماضية أصبحت قرابة ثلث الأراضي الزراعية غير منتجة وكثيرا ما ينتهي بها الأمر إلى الإهمال.

وقال بان كي مون "يهدد الإجهاد المتواصل الذي يسببه الجفاف والجوع والفقر المتزايد توترات اجتماعية تؤدي بدورها إلى حدوث الهجرة غير الطوعية وإلى تفتت المجتمعات المحلية ونشوب القلاقل السياسية والنزاعات المسلحة".

وأضاف "دعونا نؤكد من جديد التزامنا في هذا اليوم بمكافحة التصحر وتدهور الأراضي وتخفيف آثار الجفاف ودعونا نعترف بأن تحسين التربة يحسن الحياة".

وقال الأمين العام التنفيذي لمعاهدة الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، لوك غناسادجا، "يجب منح التربة الأهمية والصحة التي تستحقها كعنصر أساسي في بقاء ورفاه البشر".

وقال غناسادجا "ترتبط التربة بما هو أكثر من إنتاج الغذاء، فالأشياء التي تنمو من هذا المورد الغني والذي لا يمكن تعويضه تمكننا من ارتداء الملابس وأن نتنفس هواء نقيا ونشرب ماء نظيفا وتجعل الأرض خضراء وتنعش الروح البشرية".

أما أخيم شتاينر، المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، فقد أشار إلى بعض النماذج الناجحة والتي يمكن لبقية الدول الاستفادة منها.

وتتضمن هذه النماذج مشروعا مشتركا بين الحكومة الكينية والمزارعين لتحسين ممارسات الزراعة والحصاد لمكافحة آثار التصحر الناتجة عن تعرية التربة، وأيضا مشروع في الصين حيث تم تحويل الأرض من صحراوية إلى زراعية بعد خمسة عقود من الجهود.

وقال شتاينر "في النهاية نملك الأدوات اللازمة لمكافحة الزحف الصحراوي والذي سيضعنا في مسار الحد من الفقر، فكل العوامل مترابطة حماية البيئة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، لا يمكننا أن نخسر هذه المعركة إلا أن على الدول العمل معا".

أما منظمة الأغذية والزراعة فقد احتفت باليوم بإصدار كتيب جديد تبين فيه نجاح مشروع إيقاف الكثبان الرملية وزحف الرمال في موريتانيا.

وأشارت الفاو إلى أن زحف الرمال يحصل غالبا حين تنتقل عبر الرياح حبيبات الرمل وتتجمع على شكل كثبان عند الساحل أو على طول الممرات المائية أو في المناطق المزروعة أو غير المزروعة.

وفي الوقت الذي تتحرك فيه الكثبان تندثر القرى والطرق والواحات والمحاصيل وقنوات الري والسدود مما يؤدي إلى إحداث أضرار اقتصادية جسيمة وتفاقم ظاهرة الفقر وحالة انعدام الأمن الغذائي.

ويوضح هذا المطبوع مراحل زحف الرمال وأساليب مكافحتها، مؤكدا على ضرورة إشراك السكان المحليين في الأنشطة ذات الصلة بالسيطرة على زحف الرمال.

وذكرت الفاو أنه وبفضل مشروع المنظمة هذا، أمكن تثبيت 857 هكتارا من الأراضي المهددة عند مشارف العاصمة، نواكشوط، وفي المناطق الجنوبية الساحلية من البلاد ، وذلك باختيار 400,000 من أنواع النباتات المحلية والأشجار التي شارك في تأمينها لهذا الغرض في المشاتل، المجتمع المحلي والسلطات الوطنية المعنية.