منظور عالمي قصص إنسانية

استراتيجية لعلاج السل تنقذ ملايين الأرواح على مدى 15 سنة

استراتيجية لعلاج السل تنقذ ملايين الأرواح على مدى 15 سنة

media:entermedia_image:e793eef3-e892-48d8-9e81-e082fc0719d8
مكن نهج علاجي صارم تؤيده منظمة الصحة العالمية من ضمان الشفاء من السل لنحو 36 مليون نسمة على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية.

وتشير البيانات الصادرة عن المنظمة اليوم أيضا إلى أنه تم تجنب نحو ثمانية ملايين حالة وفاة، مما يؤكد أن إستراتيجية الدوتس/إستراتيجية دحر السل هي أنجح الوسائل العالية المردود في مجال مكافحة السل.

وقال ماريو رافيغليوني، مدير إدارة دحر السل بمنظمة الصحة العالمية، "إن الاستثمار في مكافحة السل على مدى 15 سنة أدى إلى نتائج ملموسة من حيث عدد الأرواح التي تم انقاذها".

وأضاف "ساعدت الجهود التي تبذلها البرامج الوطنية ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز والصندوق العالمي وشركاء آخرون على إنقاذ ملايين الناس من السل، ولكن وتيرة التقدم الراهنة لا تزال بطيئة كل البطء للتمكن، فعلا، من بلوغ المرمى الذي حددناه والمتمثل في التخلص من السل".

وتم وضع استراتيجية الدوتس، لأول مرة، في عام 1994 وتنقسم إلى خمسة عناصر هي: الالتزام السياسي بزيادة التمويل وضمان استدامته، والكشف عن الحالات من خلال التقنيات البكتيريولوجية المضمونة الجودة، ومواءمة العلاج بضمان الرقابة ودعم المرضى، وتوفير الإمدادات اللازمة من الأدوية وإنشاء نظام لإدارتها، ووضع نظام للرصد والتقييم.

وتبين البيانات الصادرة عن المنظمة استمرار التقدم المحرز في التصدي للتوليفة القاتلة التي يشكلها السل وفيروس الإيدز.

فقد تم، في الفترة بين عامي 2007 و2008، فحص ذلك الفيروس لدى 1.4 مليون من مرضى السل، وتم توفير المعالجة بالأدوية المضادة للفيروسات الرجعية لثلث الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس، كما تم إدراج الثلثين المتبقيين في برامج الوقاية، إلا أن العدد الإجمالي للمستفيدين من تلك الخدمات لا يزال بعيدا كل البعد عن المستوى المطلوب.

ففي عام 2008، أودى السل بحياة 1.8 مليون نسمة، بما في ذلك نصف مليون نسمة قضوا نحبهم لأسباب لها صلة بفيروس الإيدز، علما بأن الكثير منهم هلك بسبب عدم استفادته من المعالجة بالأدوية المضادة للفيروسات الرجعية.

ولا يزال السل يحتل المرتبة الثانية، بعد الإيدز والعدوى بفيروسه، من حيث عدد الأشخاص الذين يهلكون بسببه.

وأضاف ماريو رافيغليوني قائلا "إن هذا المرض من الأمراض التي تدمر حياة الناس وتلحق أضرارا بالأسر وتعرقل التنمية، وإذا لم نحصل على التمويل اللازم لمكافحة السل ورعاية مرضاه والمقدر بنحو ملياري دولار في عام 2010، فإن المنافع التي استفاد منها الكثيرون ستظل غير متاحة لأشد الفئات ضعفا".

والسل مرض معدي يصيب الرئة وينتقل من شخص لآخر عبر اللعاب، وتتمثل أعراضه في الكحة المصحوبة بالدم وآلام في الصدر وضعف عام وفقدان الوزن والعرق.