منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة تصدر توجيهات جديدة بشأن العلاج المبكر لمرض الإيدز

الأمم المتحدة تصدر توجيهات جديدة بشأن العلاج المبكر لمرض الإيدز

media:entermedia_image:28623c42-1b91-44a1-8301-5e5c3a7fe187
عشية إحياء اليوم العالمي للإيدز أصدرت منظمة الصحة العالمية، في إطار مكافحة فيروس الإيدز، توصيات جديدة بشأن علاج الرضع ووقايتهم وتغذيتهم وذلك استنادا إلى أحدث البيانات العلمية في هذا المجال.

وتوصي المنظمة، حاليا، بالبدء باستخدام المعالجة بالأدوية المضادة للفيروسات الرجعية لدى البالغين والمراهقين في مراحل مبكرة، وتوفير تلك الأدوية بأشكال يستسيغها المرضى، وتمديد فترة استخدام تلك الأدوية للحد من انتقال الفيروس من الأم إلى طفلها.

وقال الدكتور هيروكي ناكاتاني، المدير العام المساعد المسؤول عن دائرة الإيدز بمنظمة الصحة العالمية، "إن هذه التوصيات تستند إلى أحدث البيانات المتوافرة في هذا المجال، ولا شك في أن اعتمادها على نطاق واسع سيمكن من إطالة أعمار العديد من الناس وتحسين أحوالهم الصحية".

والمشكلة الرئيسية المطروحة حاليا تكمن في زيادة توفير العلاج في البلدان المحدودة الموارد، حيث تقف هشاشة البنية التحتية ومحدودية الموارد البشرية والمالية عقبة في وجه توسيع نطاق المعالجة بالأدوية المضادة للفيروسات الرجعية والخدمات الخاصة بالوقاية من فيروس الإيدز وانتقاله من الأم إلى طفلها.

وتشير التقديرات إلى أن هناك نحو 33.4 مليون مصاب بالإيدز في العالم وأن كل عام يشهد وقوع 2.7 مليون إصابة جديدة، والجدير بالذكر أن الإيدز يأتي في مقدمة أسباب وفاة النساء اللائي في سن الإنجاب في جميع أنحاء العالم.

وتوصي منظمة الصحة العالمية، الآن، بمواصلة الرضاعة الطبيعية حتى بلوغ الرضيع 12 شهرا من العمر، شريطة استفادة الأم الحاملة لفيروس الإيدز أو طفلها الرضيع من المعالجة بالأدوية المضادة للفيروسات الرجعية أثناء تلك الفترة. ويسهم ذلك في الحد من مخاطر انتقال الفيروس إلى الرضيع وزيادة فرصته في البقاء على قيد الحياة.

وقالت دايزي مافوبيلو، المديرة العامة المساعدة لشؤون صحة الأسرة والمجتمع بمنظمة الصحة العالمية، "إننا نوجه، في التوصيات الجديدة، رسالة واضحة مفادها أن الرضاعة الطبيعية من الخيارات الجيدة بالنسبة لكل الرضع، حتى من تحمل أمهاتهم فيروس الإيدز، عندما تتاح لهم فرص الحصول على المعالجة بالأدوية المضادة للفيروسات الرجعية".

وستؤدي التوصيات، إذا اعتمدت، إلى زيادة عدد الذين هم في حاجة إلى العلاج. ويمكن تعويض التكاليف المرتبطة بتوفير العلاج في مراحل مبكرة بتخفيض تكاليف المستشفى وزيادة الإنتاجية بفضل تقلص الإجازات المرضية وانخفاض عدد اليتامى وتراجع عدد الإصابات الجديدة بالفيروس.

ويأتي إصدار التوجيهات بالتزامن مع إصدار برنامج الأمم المتحدة للإيدز وصندوق الأمم المتحدة للسكان واليونيسف لتقرير عن الجهود الوطنية لمكافحة الإيدز وخصوصا منع انتقال الفيروس من الأم إلى الرضيع وأن هذه الجهود تبدي نتائج إيجابية إلا أن العديد من الأطفال المتأثرين بالفيروس يعانون لتلقي الاحتياجات الأساسية.

ويشير التقرير إلى تقدم ملحوظ في بعض الدول فيما يتعلق بالعلاج وتجنب انتقال المرض من الأم إلى الجنين وفحص الحوامل.

وقال التقرير إن العلاج لمنع انتقال المرض من الأم إلى الجنين متوفر لنحو 95% من المحتاجين في بوتسوانا، و91% في ناميبيا و73% في جنوب أفريقيا وجميعها بلدان تتمتع بمعدلات عالية من انتشار المرض.

وقالت آن فينمان، المديرة التنفيذية لليونيسف، "عالميا فإن 45% من الحوامل المصابات الفيروس يتلقين علاجات تمنع انتقال المرض إلى أطفالهن وهو ارتفاع يقدر بنسبة 200% منذ عام 2005"، مؤكدة أن التحدي يكمن الآن في زيادة العلاج في دول مثل نيجيريا التي بها 15% من نسبة الحوامل المصابات بالمرض في العالم.