منظور عالمي قصص إنسانية

الفاو تعلن عن القضاء على مرض الطاعون البقري خلال 18 شهرا

الفاو تعلن عن القضاء على مرض الطاعون البقري خلال 18 شهرا

media:entermedia_image:89321385-dfc7-4a15-9f22-58603f447a72
أعلنت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو" بالاشتراك مع المنظمة العالمية لصحة الحيوان وشركاء آخرين عن القضاء على أحد أشد الأمراض الحيوانية فتكا بالمواشي وهو الطاعون البقري خلال 18 شهرا.

وستكون تلك هي المرة الثانية التي ينجح فيها الإنسان في القضاء على أي مرض حيواني بعد مرض الجدري الذي تم القضاء عليه عام 1980.

ولا يؤثر الطاعون البقري على الإنسان مباشرة لكنه فتاك بالماشية مثل الجاموس والثيران وينتشر المرض بالتماس والمواد الملوثة، مما يؤدي إلى خسائر اقتصادية مذهلة ووقوع المجاعات والاضطرابات الاجتماعية.

وفي إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى حين حط المرض في نهاية القرن التاسع عشر، أتى على ما يتراوح بين 80 إلى 90% من مجموع قطعان الماشية في المنطقة، مما ترتب عليه انهيار موارد معيشة المزارعين والرعاة، وأسفر عن نشر المجاعة على نطاقٍ واسع.

وفي أوج انتشاره في العشرينات من القرن الماضي امتد الطاعون البقري من اسكندنافيا شمالا إلى رأس الرجاء الصالح جنوبا، ومن ساحل إفريقيا على المحيط الأطلسي غربا إلى جزر الفلبين شرقا.

وفي عام 1994 انطلق البرنامج العالمي لاستئصال الطاعون البقري عقب سلسلة من المشاورات لجمع التوصيات من الخبراء حول العالم وصمم هيكل البرنامج على هيئة آلية تنسيق تسمح للمجتمع الدولي برسم خارطة افتراضية للسيطرة على المرض بطريقة منظمة وشاملة.

وبالفعل ففي غضون الفترة بين 1994 و2009، نجح ما لا يقل عن 170 بلدا ومنطقة في تطهير أراضيها من الطاعون البقري بفضل دعم البرنامج لها وحازت على شهادات توثيق من هذه المنظمة الدولية المسؤولة.

وقال فيليكس نجيومي، المسؤول بأمانة البرنامج العالمي لاستئصال الطاعون البقري، بمقر الفاو "من الأهمية بمكان الإقرار بأن حماية الماشية في مناطق إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى والشرق الأدنى وآسيا أدت إلى تحسين تدفق الدخل والغذاء لمئات الآلاف، إن لم يكن للملايين من السكان، الرعاة منهم وصغار المزارعين، الذين استطاعوا تجنب ويلات المجاعة في مجتمعاتهم المحلية الزراعية".