منظور عالمي قصص إنسانية

مصر تتحدث في الجمعية العامة عن قضايا العالم الدولية والإقليمية وموقفها منها

مصر تتحدث في الجمعية العامة عن قضايا العالم الدولية والإقليمية وموقفها منها

media:entermedia_image:2dfe51b9-b482-48d6-a909-0f58aa3dde55
تناول وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثالثة والستين، عددا كبيرا من القضايا بدأها بالدولية، ثم بالإقليمية.

وقال " إن أزمة الغذاء والطاقة العالمية تحتاج، من وجهة نظر مصر، إلى حوار جدي بين مستوردي ومصدري الطاقة والغذاء، إذ إن القنوات الحالية المتاحة لبحث وحل مشكلات الغذاء ومشكلات الطاقة لا تلتقيان"

وعبر عن أسفه لفشل مفاوضات التجارة الأخيرة في جنيف للتوصل إلى اتفاق في إطار جولة الدوحة يتعامل بشكل فعال مع المشكلات الهيكلية المتصلة بالزراعة والتى تقف في طريق سعيهم الدولي لتعزيز قطاع الزراعة والقضاء على الارتفاع المبالغ فيه لأسعار السلع الغذائية الأساسية.

وأضاف " أن التوصل لإرادة سياسية دولية جماعية سيكون أكثر إلحاحاً في التعامل مع قضية تغير المناخ، تلك القضية التي تستشعر مصر خطورتها البالغة باعتبارها من الدول التي قد تتعرض لتهديداتها"

ودعا لتركيز الاهتمام الدولي على تفعيل التعامل مع تصنيف السواحل المنخفضة الذي ينطبق على مصر، ووضع قائمة بالدول الأكثر تضرراً من تغير المناخ لكي تركز الأمم المتحدة والمجتمع الدولي على تقديم الدعم اللازم لها على سبيل الأولوية بما في ذلك الدعم المالي والتكنولوجي.

وفيما يتعلق بالاجتماعين رفيعي المستوى اللذين عقدا في هذه الدورة حول احتياجات أفريقيا التنموية وتنفيذ أهداف الألفية التنموية، قال وزير خارجية مصر "إننا نؤيد مبادرة السكرتير العام بالدعوة لقمة عام 2010 لتقييم تنفيذ ما تم التعهد به مرحلياً ولتكثيف العمل الدولي لتعزيز فرص نجاح كافة الدول في تحقيق أهداف الألفية وأهدافها التنموية بشكل عام".

وأضاف أن مصر مؤمنة بأهمية تعزيز التعامل الدولي مع هذه القضايا الرئيسية، ومع التحديات الإقتصادية الطارئة. كما تتولى مصر جنباً إلى جنب مع النرويج مسئولية الإشراف على المفاوضات الجارية في الأمم المتحدة حول الوثيقة النهائية لمؤتمر مراجعة تنفيذ توافق مونتريه حول تمويل التنمية بهدف إستثمار عملية المراجعة لإعادة صياغة الإطار العام للأجندة التنموية الدولية في المرحلة القادمة على نحو يأخذ في الحسبان ما تم الإتفاق عليه في كافة المؤتمرات والإجتماعات التي تمت حتى الآن.

وعن حقوق الإنسان قال "إن مصر تؤمن بأن الحديث بلغة تنطوي على ازدواجية في المعايير هو أمر يسئ إلى حقوق الإنسان".

وأشار إلى أن الحقوق الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية لا تلقى مع الأسف ذات الاهتمام الذي تحظى به الحقوق المدنية والسياسية.

وقال "إن الاهتمام برفع شأن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية يجب أن ينظر إليه باعتباره دعماً هاماً لمنظومة حقوق الإنسان ولا غنى عنه في تعزيز الوعي والممارسة في بقية مكونات تلك المنظومة.

كما تطرق إلى قضية مهمة تتعلق بحالات استخدام الحق في التعبير للحض على الكراهية على أساس الدين، وشدد على تقدير مصر الكامل لقيمة وأهمية حرية التعبير، ورفضها توصيف الإساءات المتكررة للأديان والمقدسات باعتبارها ممارسة مشروعة للحق في التعبير. وأضاف قائلا "فكم من شعار فضفاض براق ارتكبت تحته جرائم في حق آلاف وملايين البشر بالإساءة لهم ولمعتقداتهم وأديانهم".

وقال إن مصر تدعو الجميع لتدبر تلك المسألة بحكمة وموضوعية، وإنها ستواصل العمل بهدف تحقيق التوافق حول مضمون القرارات التي تصدرها الأمم المتحدة في ذاك الشأن.

وتحدث وزير الخارجية المصري عن قضايا نزع السلاح وضبط التسلح وعدم الانتشار، وقال إن التعامل الدولي معها يشوبه قصور وازدواجية. وكرر دعوة مصر لإخلاء الشرق الأوسط من كافة أسلحة الدمار الشامل.

وقال وزير الخارجية المصري " إن أعضاء بارزين في المجتمع الدولي يبدون متراخين أكثر مما يجب مع مسألة القدرات النووية الإسرائيلية، وما تمثله من تهديد متواصل لأمن الشرق الأوسط".

وأضاف "إن الأمن والاستقرار الحقيقيين في أي إقليم يتطلبان، ضمن أمور عديدة، التوصل إلى آليات دولية وإقليمية عادلة ومتوازية في مجالات نزع السلاح وضبط التسلح وعدم الانتشار".

وفيما يخص القضية الفلسطينية قال إن مصر منخرطة في جهود مضنية لا تتوقف للحفاظ على نافذة أمل تسمح للفلسطينيين بأن يحققوا طموحاتهم المشروعة في دولتهم المستقلة على الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. ولكنه شكك في وجود الإرادة السياسية لتحقيق تسوية عادلة ودائمة للنزاع.

وتطرق إلى تطورات الأوضاع في العراق، ولبنان، قبل أن ينتقل إلى السودان قائلا "إن الاستقرار في السودان يتطلب امتناع الأطراف الخارجية عن التدخل في شؤونه بالقدر نفسه الذي يحتاج إلى دعم عملية التنمية فيه. وستواصل مصر عملها الدوؤب لما فيه مصلحة السودان الشقيق ووحدته واستقراره".

واختمم كلمته بالحديث عن أمن الخليج العربي إنطلاقا لما تمثله مصر من عمق استراتيجي لإخوانها العرب على حد قوله.