منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة تساعد مزارعين بأوغندا على محاربة داء ذبول الموز

الأمم المتحدة تساعد مزارعين بأوغندا على محاربة داء ذبول الموز

media:entermedia_image:11eb2041-9bcf-4dc8-8652-46304d67d5e3
تمكن أكثر من ثلاثة آلاف مزارع بأوغندا من محاربة آفة كانت تهدد بإكتساح إنتاج الموز الذي يستخدم في الطهي، و ذلك بفضل المشروع المشترك بين الحكومة الأوغندية و منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) في مجال مدارس المزارعين الحقلية.

وتعرف هذه الآفة باسم داء ذبول الموز وهو مرض بكتيري يفتك بالأشجار ويجعل ثمارها غير صالحة للأكل. وحسب ما ورد عن منظمة الفاو، أدت هذه الآفة إلى انخفاض إنتاج الموز في شرق أفريقيا بين 65 و 80 في المائة.

و ذكرت المنظمة في بيان لها " أنه ليست هناك أصناف موز مقاومة للمرض المذكور كما أنه لا توجد مادة كيميائية فعالة لمكافحته. لذلك حالما تظهر الآفة تنتشر كالحريق الهائل".

و يُعد الموز المطبوخ مصدرا للدخل و غذاء أساسياً لنحو 14 مليون أوغندي .وقد ظهر المرض لأول مرة حين تم إكتشافه في العام 2001 في مقاطعتين من أوغندا، ولكن بحلول العام 2005 إمتد إلى ثلاث وثلاثين مقاطعة أخرى في البلاد .

ولمعالجة هذه المشكلة قامت منظمة الأغذية والزراعة ووزارة الزراعة والصناعات الحيوانية والسمكية الأوغندية قبل عامين بإقامة مدارس المزارعين الحقلية في خمس مقاطعات كان يستوطن فيها المرض أو قد ظهر فيها على نطاق محدود. وكان الغرض من إنشاء مثل هذه المدارس الحقلية هو مساعدة المزارعين المحليين على إكتساب معارف عملية ومباشرة حول كيفية الوقاية من المرض والحيلولة دون وقوعه أو انتشاره.

و تقول منظمة الفاو أن النتائج المحققة ملموسة ويقدر رسمياً أن المشكلة قد تم احتواؤها الآن على الصعيد الوطني بنسبة تزيد على 75 في المائة.

وتقول السيدة وفاء الخوري ، خبيرة الآفات النباتية من قسم إنتاج وحماية النباتات في المنظمة "إننا لم نعد نجد هذه الآفة في أي من المناطق التي تم فيها إنشاء مدارس المزارعين الحقلية والتي كانت ذات يوم مواقع أمامية ساخنة لمرض ذبول الموز في نطاق هذا الجهد".

وأضافت السيدة وفاء الخوري " إذ أنه غالبا ما يتطلب الأمر مشاهدتا وتطبيقاً عملياً من قبل المزارعين لتجربة مقنعة لإيصالهم إلى الطريق الصحيح، ولهذا نجح مشروع المدارس المزارعين الحقلية ".

إن مدارس المزارعين الحقلية لا تعلم المزارعين كيفية معالجة هذه الآفة وحسب ، بل أنها تتناول أيضاً موضوعات ميدانية للإدارة السليمة للحقول منها خصوبة التربة، والمحافظة على المياه، والتدابير الصحية الحقلية وتشذيب الأشجار ، إذ أنه من خلال مثل هذه التقنيات تمكن المزارعون من التعامل مع العديد من معوقات الإنتاج المهمة غير الظاهرة. ولهذا السبب تمكنوا من القضاء نهائياً على الآفة في مناطقهم، فيما زاد حجم الإنتاج بأضعاف ما كان عليه في السابق.

وبسبب نجاح المشروع في مناطق عمله الخمس أعلنت الحكومة الأوغندية مؤخراً أنها تعتزم اعتماد برامج مدارس المزارعين الحقلية في عموم البلاد كجزء من خدماتها الإرشادية الزراعية.

وتدرس حالياً منظمة الأغذية والزراعة إقامة مدارس المزارعين الحقلية للموز في البلدان المجاورة مستفيدة من نجاح التجربة في أوغندا، لا سيما وأنه قد تأكد وصول آفة ذبول الموز المذكورة في الوقت الحاضر إلى كل من تنزانيا وأثيوبيا ورواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.