منظور عالمي قصص إنسانية

الأطفال العراقيون يعانون من أوضاع لا يمكن السكوت عليها

الأطفال العراقيون يعانون من أوضاع لا يمكن السكوت عليها

أفادت الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والصراعات المسلحة، راديكا كومارسوامي، لدى اختتام زيارتها للعراق التي جرت في الفترة من 20 إلى 25 نيسان/أبريل، بأن أطفال العراق هم الضحايا الصامتون للعنف الدائر.

وقالت الممثلة الخاصة "إن العديد من الأطفال العراقيين باتوا لا يرتادون المدارس وتم تجنيد العديد منهم في نشاطات تتسم بالعنف أو هم رهن الاعتقال، كما أنهم يفتقرون لمعظم الخدمات الأساسية وتظهر عليهم العديد من الأعراض النفسية جراء أعمال العنف التي يشهدونها يوميا".

وتشير التقارير إلى زيادة حالات العنف القائم على نوع الجنس، وأردفت قائلة: "إن هذا الحال لا يمكن السكوت عليه".

وناشدت كومارسوامي كافة الزعماء الدينيين والسياسيين والعسكريين وقادة المجتمعات إرسال رسالة واضحة لأطفال العراق مفادها أن يتجنبوا العنف ويعودوا إلى مقاعد الدراسة.

وأشارت الممثلة الخاصة للأمين العام إلى أن حوالي 50% فقط من طلاب المدارس الابتدائية يرتادون المدارس وهو عدد متدني مقارنة بالعام 2005 حيث كانت النسبة 80%، وأن حوالي 40% فقط يحصلون على مياه نظيفة للشرب ولا يزال الاحتمال قائم لتفشي مرض الكوليرا.

ومنذ عام 2004، تنامت أعداد الأطفال الذين يتم تجنيدهم في العديد من المليشيات والجماعات المتمردة للقيام بعمليات منها شن الهجمات الانتحارية، ويقبع زهاء 1.500 طفل في مرافق الاعتقال.

وتعترض المساعدات الإنسانية التي يتم تقديمها للمجتمعات المحلية العديد من العقبات في أرجاء متباينة من البلاد لتحول دون حصول الأطفال على هذه المساعدات، فأكثر من نصف النازحين داخليا واللاجئين هم من الأطفال الذين يتعرضون لصعوبات جمة في الأماكن التي يعيشون فيها سواء داخل العراق أو في دول الجوار.

ويتعين على المجتمع الدولي تقديم المساعدات للبلدان المضيفة لضمان حماية حقوق هؤلاء الأطفال وحصولهم على الخدمات الأساسية كالتعليم والرعاية الصحية.

وحثت كومارسوامي بشدة كافة أطراف النزاع في العراق على الامتثال التام للمعايير الإنسانية الدولية من أجل حماية الأطفال وإطلاق السراح الفوري لكافة الأطفال دون سن الثامنة عشرة المنخرطين في قوات بأية طريقة كانت.

ودعت كافة الأطراف للامتثال للمعايير الدولية لحقوق الإنسان المعنية بأحكام عدالة الأحداث والتحول إلى تدابير بديلة للاعتقال بما فيها عمليتا العدالة الوقائية والإصلاحية.

كما دعت إلى منح عمال الإغاثة الحرية والاستقلالية للقيام بمهامهم، وحثت الحكومة العراقية وحكومة الولايات المتحدة والمجتمع الدولي على المشاركة في مبادرات سياسية ودبلوماسية لتأمين وصول آمن للمساعدات الإنسانية للوصول للأطفال في كافة أرجاء العراق دون أن أية عقبات.

وقالت "فلنباشر بإحلال السلام في العراق من خلال حماية الأطفال".