منظور عالمي قصص إنسانية

البابا بينديكت السادس عشر يخاطب الجمعية العامة

البابا بينديكت السادس عشر يخاطب الجمعية العامة

media:entermedia_image:ed193216-1724-4749-8a01-c9bf0cbf25bb
خلال زيارة تاريخية للمقر الدائم للأمم المتحدة تحدث قداسة البابا بينديكت السادس عشر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مشيدا بالمنظمة الدولية ودورها المركزي في خدمة وحماية الناس ومواجهة التحديات التي تعصف بالبشرية.

وشدد بينديكت السادس عشر على أن الأمم المتحدة تمثل تعبيرا عن أكبر قدر من القانون والنظام العالمي وبهذا فهي مؤهلة للاستجابة لحاجات البشرية من خلال قوانين دولية ملزمة.

وقال"إن ذلك كله يكتسب أهمية أكبر في وقت نشهد فيه التناقض الواضح للتوافق متعدد الأطراف الذي يستمر في مواجهة أزمات بسبب خضوعه لقرارات قلة بينما تستدعي مشاكل العالم التدخل على شكل عمل جماعي من قبل المجتمع الدولي".

وشدد الحبر الأعظم على أن قضايا الأمن والأهداف الإنمائية وتقليص انعدام المساواة على المستويين الوطني والعالمي وحماية البيئة وتوفير المصادر لمواجهة تغيرات المناخ تتطلب أن يعمل قادة العالم معا ويظهروا النية الصادقة للعمل متحدين ومن خلال احترام القانون والترويج للتضامن مع المناطق التي تعيش أوضاعا بالغة الصعوبة على كوكبنا.

وأضاف قائلا "إني منشغل بشكل خاص بتلك البلدان في أفريقيا ومناطق أخرى التي ما تزال مستبعدة من التنمية الكاملة والحقيقية وهي بذلك تواجه خطر معايشة الجوانب السلبية من العولمة فقط".

وشدد قداسته على أهمية أن يكون هناك ارتباط بين حقوق الناس وواجباتهم وتطرق إلى ضرورة وجود حدود فيما يتعلق بالتجارب العلمية في بعض الحالات، مؤكدا أنه على الرغم من الفوائد الكبيرة التي يمكن أن تجنيها البشرية من البحوث العلمية، لكن بعضها يمثل خرقا واضحا لنظام الخلق إلى درجة لا يتم فيها فقط انتهاك الشرعية المقدسة للحياة، بل أيضا يتم سلب الإنسان والعائلة البشرية من هويتهم.

وبالمثل فإن تحركا دوليا لحماية البيئة وحماية باقي أشكال الحياة على الأرض يجب أن يضمن ليس فقط الاستخدام الأخلاقي للتكنولوجيا والعلم بل وأيضا أن يعيد اكتشاف الصورة الأصلية للوجود.

وأشاد قداسته بدور المنظمة في العالم، مذكرا الدول بواجبها لجهة حماية شعوبها التي تقع ضحية انتهاكات حقوق الإنسان:"من واجب كل دولة أن تحمي شعبها من الانتهاكات الخطيرة والمتكررة لحقوق الإنسان، وأيضا من تداعيات الأزمات الإنسانية المرتبطة بأسباب طبيعية أو التي يتسبب بها عمل الإنسان، إذا كانت الدول غير قادرة على توفير حماية مماثلة، فمن واجب المجتمع الدولي أن يتدخل بالوسائل القانونية التي نصت عليها شرعة الأمم المتحدة وبأدوات دولية أخرى".

وقال البابا إنه وعبر الأمم المتحدة، حددت الدول أهدافا عامة قد لا تدعم وحدها وجود الأسرة الإنسانية لكنها تمثل جزءا أساسيا منها، وإن أهداف المنظمة الرئيسية كالرغبة في تحقيق السلام والعدل واحترام حقوق الإنسان، تعبر عن طموحات النفس البشرية.

وقد ختم البابا حديثة بعبارة باللغات الست قال فيها: سلام وازدهار بعون الله.

ورحب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بقداسة البابا وثمن الدور الهام الذي يطلع به وقال "صحيح أن الأمم المتحدة لديها ست لغات رسمية ولا دين رسمي لها لكن إذا سأل أي موظف عن الدافع للعمل الذي يقوم به فسيرد بأنه الإيمان".

وخاطب البابا قائلا: "لقد قلت بنفسك إن الأمم المتحدة قادرة على تنمية حوار حقيقي وتفاهم يصالح وجهات النظر المختلفة، وتنمية استراتيجيات متعددة الأطراف قادرة على مجابهة التحديات المختلفة التي تواجه عالمنا المعقد اليوم".

يذكر أن الأمين العام استقبل البابا على مدخل المنظمة الرئيسي وعقد معه لقاء قصيرا قبل التوجه للجمعية العامة.