منظور عالمي قصص إنسانية

تغير المناخ يهدد الأسس الصحية العالمية

تغير المناخ يهدد الأسس الصحية العالمية

media:entermedia_image:b37af77f-ddcf-4614-842a-26a2273b3161
حذر مسؤولون بالأمم المتحدة من تغير المناخ وآثاره، بما في ذلك الزيادة التي تسجل في معدلات درجات حرارة الهواء والبحار ومعدلات ذوبان الجليد وكذلك ارتفاع مستويات البحار على الصعيد العالمي، والتي تهدد جميعها ليس فقط كوكب الأرض ولكنها أيضا تمثل تهديدا لصحة الإنسان.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في رسالة وجهها بهذه المناسبة، إن ارتفاع درجات الحرارة والجفاف والفيضانات، لا تؤدي فقط إلى أحوال جوية متطرفة بل أنها تهدد نوعية وتوفر المياه والغذاء، العنصرين الأساسيين بالنسبة للصحة والتغذية.

وأكد الأمين العام أنه من المهم الانتباه لهذه العوامل، مؤكدا أن حماية صحة الإنسان هي في قلب الأجندة العالمية لمكافحة تغير المناخ.

وأضاف بان كي مون أن فقراء العالم، الذين يعدون أقل الفئات المساهمة في تغير المناخ، هم أكثر المتضررين من الأزمة.

ودعا الأمين العام، الذي أكد أن تغير المناخ حقيقة واقعة ويهدد الجميع، إلى اتخاذ إجراء جماعي لمكافحة الآفة من أجل إنقاذ كوكب الأرض بالإضافة إلى سكانها.

من ناحيتها قالت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية، مارغريت تشان، " إن الهاجس الأساسي في هذا الصدد محدد بدقة وهو أن تغير المناخ يهدد الصحة. وسوف يحدث ارتفاع في درجة حرارة كوكب الأرض بصورة تدريجية ولكن آثار الأحوال الجوية المتطرفة، كزيادة حدوث الأعاصير والفيضانات ونوبات الجفاف وموجات الحرارة، ستكون فجائية وذات وقع شديد".

وأشارت تشان إلى أن البشر أصبحوا معرضين فعلا لآثار الأمراض التي يسببها تغيير المناخ وتلك الأمراض تودي، اليوم، بحياة الملايين منهم.

ومن الأمثلة على ذلك سوء التغذية الذي يتسبب في حدوث 3.5 مليون من حالات الوفاة كل عام، وأمراض الإسهال التي تفتك بأكثر من 1.8 مليون نسمة في السنة، والملاريا التي تحصد أرواح نحو مليون نسمة سنويا.

وترسم لنا الأحداث مثل موجة الحر التي وقعت في أوروبا في عام 2003 وإعصار كاترينا في عام 2005 وأوبئة الكوليرا في بنغلاديش، صورا عما سيحدث في المستقبل.

وقالت المديرة العامة "لا يمكن أن تعزى تلك الاتجاهات والأحداث إلى تغير المناخ فقط، غير أنها من المشكلات التي نتوقع زيادة تواترها وشدتها مع زيادة تغير المناخ. كما أنها ستزيد من استنزاف الموارد الصحية التي تعاني، فعلا، من إجهاد كبير في كثير من المناطق".

ولمواجهة الآثار الصحية الناجمة عن تغير المناخ تقوم منظمة الصحة العالمية بتنسيق ودعم أنشطة البحث والتقييم من أجل تحديد أكثر التدابير فعالية لحماية الصحة من تغير المناخ، ولا سيما صحة الفئات المستضعفة مثل النساء والأطفال في البلدان النامية، وإسداء المشورة إلى الدول الأعضاء بشأن التغييرات التكيفية التي يلزم إدخالها على نظمها الصحية لحماية سكانها.