منظور عالمي قصص إنسانية

, اليونيسف عام 2007 منح أطفال العراق متنفسا ضيقا، لكن 2008 يبعث الأمل في الوصول إلى المزيد من الأُسر المتضررة

, اليونيسف عام 2007 منح أطفال العراق متنفسا ضيقا، لكن 2008 يبعث الأمل في الوصول إلى المزيد من الأُسر المتضررة

, قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أن نحو مليوني طفل في العراق ما زالوا يواجهون تهديدات بالغة الخطورة كسوء التغذية والمرض والتلكؤ في التعليم.

,

وقد وقع أطفال العراق في كثير من الأحيان، ضحايا لتبادل إطلاق النار في الصراعات التي استمرت على مدار السنة كما تسبب غياب الأمن والنزوح بمصاعب جمة لكثير من الأشخاص في المناطق التي ينعدم فيها الأمن إضافة إلى تضاؤل فرص حصول المواطنين على الخدمات الضرورية الجيدة في أنحاء البلاد كافة.

وبالرغم من وضع العراق الذي مازال متوترا فإن الدلائل اليوم تبشر بإمكانية بذل مزيد من الجهد المنسق لتقديم المساعدات.

وقال روجر رايت، الممثل الخاص لليونيسف في العراق، "يدفع أطفال العراق ثمنا باهظا"، وأضاف "نواصل تقديم كل المساعدات الممكنة في الأزمات التي يمر بها العراق، وأن نافذة جديدة للأمل تفتح الآن وينبغي أن تساعدنا هذه الفرصة في الوصول إلى كل من هم بحاجة ماسة للمساعدة على نحو أكثر تنسيقا، لذا يتعين علينا أن نعمل الآن بهذا الاتجاه".

وبحسب اليونيسف فإن البيانات تشير إلى أن 28% من الذين تبلغ أعمارهم 17 سنة في العراق تمكنوا من أداء امتحاناتهم النهائية ولم تتجاوز نسبة الذين حصلوا على درجة النجاح 40% من مجموع الطلاب الممتحنين في مناطق وسط وجنوب العراق كما بلغ عدد الأطفال النازحين في سن الدراسة الابتدائية 220.000 طفل، ولم يستطع عدد كبير منهم مواصلة تعليمهم هذا العام ناهيك عن نحو 760.000 (17%) لم يذهبوا أصلا إلى المدارس الابتدائية خلال عام 2006.

وفي كثير من الأحيان، حرم الأطفال في المناطق النائية والتي يصعب الوصول إليها من خدمات الرعاية المصممة للوصول إلى تلك المناطق و20% فقط من الأطفال خارج مدينة بغداد يحصلون على خدمات شبكة الصرف الصحي في مناطق سكنهم ويظل الحصول على الماء الصالح للشرب مشكلة كبيرة ولقي مئات من الأطفال حتفهم أو أصيبوا في أعمال العنف وتعرض المعيل الرئيس لأسر آلاف الأطفال للاختطاف أو القتل.

وبالرغم من كل الظروف فقد شهد عام 2007 تقدم ايجابي لأطفال العراق، إذ استثمرت اليونيسف، بفضل مساعدات المانحين والموارد الداخلية للمنظمة، أكثر من 40 مليون دولار خلال هذه السنة لتقديم الرعاية الصحية الضرورية والماء الصالح للشرب وخدمات الإصحاح البيئي والتعليم إضافة إلى خدمات أساسية أخرى لملايين الأطفال وعائلاتهم بالرغم من انخفاض مستويات التمويل إلى أدناها منذ عام 2003.

وساعدت هذه الأموال العاملين الصحيين في العراق في تنفيذ حملات التطعيم ضد شلل الأطفال والحصبة والنكاف بالتعاون الوثيق مع منظمة الصحة العالمية

وقد استفاد نحو 4,7 مليون طفل عراقي في المدارس الابتدائية من استثمار اليونيسف في مجال التعليم والذي شمل بناء وتأهيل المدارس وتجهيز اللوازم المدرسية الضرورية وتشييد غرف الدراسة الإضافية لاستيعاب الأعداد المتزايدة للأطفال النازحين وتوفير فرص اللحاق بالتعليم المسرع للمتسربين من الدراسة.

وكان للشراكات الدولية دورا كبيرا في تحقيق هذه الإنجازات وأبرزها مساهمات المفوضية الأوربية وحكومتي كندا واليابان والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية الأخرى.

وأكد روجر رايت على أن تلبية احتياجات الأطفال خلال عام 2008 تعتمد على بدرجة كبيرة على توفر الموارد المالية الكافية قائلا "ينبغي أن يحتل أطفال العراق مكان الصدارة في أولويات الاستثمار الدولي في العراق".