منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة والحكومة السودانية تتفقان على سلسلة من الإجراءات لحماية الأطفال المتضررين من النزاع في البلاد

الأمم المتحدة والحكومة السودانية تتفقان على سلسلة من الإجراءات لحماية الأطفال المتضررين من النزاع في البلاد

media:entermedia_image:5c71e073-f30f-4144-8c27-e6d12effe347
قامت السيدة راديكا كومارسوامي، ممثلة الأمين العام المعنية بالأطفال في الصراعات المسلحة، برفقة الدكتورة ريما صلاح، نائبة المديرة التنفيذية لليونيسف، بزيارة إلى السودان استمرت سبعة أيام.

وهدفت الزيارة لتقييم وضع الأطفال في السودان وتأثير الحرب عليهم بالإضافة إلى معالجة المشاكل العالقة مع السلطات السودانية.

وحثت السيدة كومارسوامي والسيدة صلاح كل الأطراف على وقف تجنيد الأطفال وتسريح المجندين منهم.

ويدفع الأطفال ثمنا باهظا خلال الحروب فهم يفقدون الأم أو الأب أو كليهما معا، وتنتهك حقوقهم خلال الصراعات سواء حقهم في التعليم أو الصحة أو العيش بهدوء في أجواء مستقرة.

ويعتبر الوضع في دارفور بالسودان وما نجم عنه والوضع الذي ساد جنوب البلاد التي عاشت أطول الحروب الأهلية التي مرت بها القارة الأفريقية مثالا لحجم المأساة التي يمكن أن يعيشها الأطفال.

وقالت كومارسوامي "هناك ثلاثة مشاكل رئيسية دفعتني بالمجيء إلى السودان الأولى، تجنيد الأطفال الذي يشكل مصدر قلق كبير لمجلس الأمن الدولي، الثانية العنف الجنسي واستغلال الإناث من الأطفال وهو ما أشير إليه في تقرير الأمم المتحدة حول السودان، والثالثة هي حماية موظفي الإغاثة وهي مبعث قلق لمجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة على حد سواء".

وأشارت الممثلة الخاصة إلى أن آثار الحرب في دارفور والجنوب قد ألقت بتداعياتها على الجميع، حيث تعرض النسيج الاجتماعي للدمار وضعفت السلطة القانونية بشكل كبير مما أدى إلى انعدام المساءلة والمحاسبة وبالتالي إفلات المجرمين من العقاب خاصة فيما يتعلق بجريمة الاستغلال الجنسي والاعتداء على الأطفال.

وأضافت كومارسوامي قائلة "تحدثنا مع وزير الدفاع حول موضوع العنف والاستغلال الجنسي، وناقشنا الحاجة إلى مساهمة جميع القوات بما في ذلك قوات الأمم المتحدة لضمان عدم وقوع أي نوع من الاستغلال الجنسي، وشددنا على ممارسة أقسى درجات العقاب فيما يتعلق بهذا الموضوع. وقال لنا وزير الدفاع إن وزارته ستعمل مع الأمم المتحدة لتطوير برنامج عمل للقوات السودانية المسلحة من شأنه أن يحد من هذه الجرائم".

وحثت السيدة كومارسوامي كل الأطراف على وقف تجنيد الأطفال في أعمال العنف وتسريح المجندين منهم، مركزة على أهمية توفير الموارد والبرامج الخاصة لإعادة إدماج الأطفال في عائلاتهم ومجتمعاتهم حتى لا يعودوا مجددا إلى مخيمات التجنيد.

وستقدم السيدة كومارسوامي عند عودتها إلى نيويورك إحاطة إلى الأمين العام عن زيارتها، وخلال ثلاثة أشهر ستقدم تقريرا شاملا إلى فريق عمل مجلس الأمن المكلف بمتابعة أوضاع الأطفال في النزاعات المسلحة يتضمن الالتزامات التي قدمتها الحكومة السودانية بالإضافة إلى ما شاهدته بنفسها على الأرض.