منظور عالمي قصص إنسانية

لبنان يشن حملة تلقيح وطنية لحماية أطفاله من شلل الأطفال

لبنان يشن حملة تلقيح وطنية لحماية أطفاله من شلل الأطفال

سيتلقى أكثر من 320.000 طفل صغير في مختلف أنحاء لبنان هذا الأسبوع جرعتهم الأولى من لقاحات شلل الأطفال في إطار حملة تلقيح وطنية من مرحلتين.

وسينطلق ابتداء من هذا اليوم حوالي 2.000 متطوع تم تدريبهم من قبل وزارة الصحة ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في جولات من باب إلى باب لزيارة البيوت والمراكز الصحية العامة للتأكد من أن جميع الأطفال دون الخامسة من العمر قد لقحوا ضد هذا المرض الفتاك. وستنظم المرحلة الثانية من حملة التلقيح في شهر كانون الأول/ديسمبر القادم.

ورغم أن لبنان أعلن بلدا خاليا من شلل الأطفال في عام 2002 وأن الأطفال اللبنانيين يلقحون عادة من قبل خدمات الرعاية الصحية الأولية، فقد أدى النزاع المسلح الذي نشب في الصيف الماضي إلى انقطاع شديد الوطأة في الخدمات الصحية الروتينية بما في ذلك برامج التلقيح عندما هجر الأطفال مع أسرهم ديارهم.

وقد دعمت اليونيسف خلال الحرب حملة تلقيح عاجلة في المخيمات والأماكن التي استضافت النازحين، فلقحت 8.000 طفل من حديثي الولادة حتى الخامسة من العمر ضد شلل الأطفال و21.000 طفل من حديثي الولادة وحتى الخامسة عشرة من العمر ضد الحصبة، غير أنه تعذر الوصول إلى أطفال كثيرين بسبب حالة عدم الاستقرار والمخاطر، خاصة في المناطق الجنوبية الأكثر تعرضا للقصف، ولأن تنقل الأطفال باستمرار من موقع إلى آخر جعل تقصيهم بالغ الصعوبة.

وأعلن وزير الصحة، الدكتور محمد جواد خليفة، أن الحكومة اللبنانية ملتزمة بالحرص على أن يكون جميع الأطفال في كل أنحاء لبنان محصنين ضد مرض شلل الأطفال بعد توقف الخدمات الصحية بسبب الحرب الأخيرة وهذه المبادرة بالغة الأهمية لحفظ الصحة العامة في لبنان.

وسيقوم فريق المتطوعين المدربين بزيارة جميع المراكز الصحية والمنازل في المناطق للتأكد من أن جميع الأطفال تلقوا اللقاح، وذلك بالتعاون مع موظفي وزارة الصحة العامة على المستوى المحلي والإقليمي والوطني.

وقال ممثل اليونيسف في لبنان، روبرتو لورنتي: "من الضروري تلقيح كل طفل دون استثناء من أجل إبقاء لبنان خاليا من شلل الأطفال وحماية صحة أطفاله. إن النزاع الأخير عطل بشدة برامج التلقيح الروتينية وخدمات الصحة العامة. وبما أن أشخاصا من دول موبوءة بشلل الأطفال في المنطقة يدخلون إلى لبنان ويغادرونه بصورة دائمة، أصبح الأطفال الآن معرضين للإصابة وعلينا أن نتصرف بسرعة وعلى نطاق واسع لإزالة هذا الخطر".

ولتذكير الأهل بأهمية التلقيح ضد شلل الأطفال والتأكد من تلقي أطفالهم دون الخامسة لقاحاتهم المجانية أثناء الحملة، نفذت اليونيسف سلسلة من حملات التوعية الوطنية تضمنت رسائل تلفزيونية وإذاعية وملصقات ومنشورات.