تقرير عالمي جديد صادر عن اليونيسف يكشف أثر العنف المنزلي على الأطفال
ويعرف التقرير العنف المنزلي بأنه الإيذاء البدني أو الجنسي أو العقلي الذي يمارس ضد أحد الأولياء أو مقدمي الرعاية. ويبين أن مشاهدة العنف المنزلي أو سماعه أو الوعي به بشكل آخر يمكن أن يؤثر على نماء الأطفال بدنيا وعاطفيا واجتماعيا، أثناء مرحلة الطفولة وما بعدها.
ويمارس العنف المنزلي في معظم الحالات ضد النساء. فعلى الصعيد العالمي، تتعرض امرأة على الأقل بين كل ثلاث نساء إلى الضرب أو الإكراه على ممارسة الجنس أو إلى شكل آخر من أشكال الاعتداء، غالبا من قبل شخص تعرفه، قد يكون زوجها أو فردا آخر من أفراد أسرتها الذكور. كما أن واحدة من كل أربع نساء تتعرض للإيذاء أثناء الحمل. ويلفت التقرير الانتباه إلى حقائق معروفة بدرجة أقل وهي الأثر الذي يلحق بالأطفال المعرضين لهذا العنف.
واستنادا إلى بيانات عالمية مستمدة من دراسة الأمين العام للأمم المتحدة بشأن العنف ضد الأطفال، يقدر التقرير، بصفة متحفظة، أن عدد الأطفال الذين يشهدون العنف المنزلي يصل إلى 275 مليون طفل، ولكن من الصعب معرفة عدد الأطفال الذين يؤثر فيهم العنف المنزلي نظرا للحالات العديدة التي لا يتم الإبلاغ عنها ولعدم توفر البيانات على الإطلاق في بعض الدول.
وقالت آن فينمان، المديرة التنفيذية لليونيسف، "إن العنف المنزلي يمكن أن يكون له أثر سلبي طويل المدى على الأطفال. ومن الضروري أن ينشأ الأطفال في بيئات مأمونة ومستقرة، خالية من العنف".
وتساهم شركة بودي شوب العالمية في الجهود الرامية إلى الحد من العنف المنزلي من خلال حملتها لعام 2006 تحت شعار "أوقفوا العنف في المنزل"، التي تركز على الأطفال باعتبارهم الضحايا المنسيين لهذه الظاهرة.
ويواجه الأطفال المعرضون للعنف المنزلي، في مراحل مختلفة من نموهم، طائفة من التأثيرات المحتملة منها ضعف الأداء المدرسي وقلة المهارة الاجتماعية والاكتئاب والإحساس بالقلق وغير ذلك من المشاكل النفسية. كما يذكر التقرير أنهم أكثر عرضة لتعاطي المخدرات والحمل في فترة المراهقة والانحراف.
ويحث التقرير الحكومات والمجتمعات على توجيه مزيد من الاهتمام للاحتياجات المحددة للأطفال الذين يعيشون في أسر يمارس فيها العنف المنزلي، ويحدد أيضا الحاجة إلى تحسين رصد انتشار العنف المنزلي والإبلاغ عنه من أجل إلقاء الضوء على هذه القضية الخفية.
ودعا التقرير الحكومات بالقيام بدور حيوي لكسر دوامة العنف المنزلي وحماية ضحاياه من الأطفال، وذلك عبر التوعية بأثر العنف المنزلي على الأطفال من خلال شن حملات توعية عامة وبذل جهود للطعن في المعتقدات والعادات التي تتغاضى عن العنف، ووضع سياسات عامة وقوانين تحمي الأطفال وتحسين الخدمات الاجتماعية التي تعالج أثر العنف في المنزل على الأطفال.