منظور عالمي قصص إنسانية

برنامج الأغذية العالمي يدق ناقوس الخطر بسبب نقص غذائي خطير في السودان

برنامج الأغذية العالمي يدق ناقوس الخطر بسبب نقص غذائي خطير في السودان

توزيع الأغذية في السودان
حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة اليوم من المعاناة المحتملة في أماكن عديدة بالسودان بسبب نقص المواد الغذائية إثر انخفاض كبير في محصول البقوليات هذا العام وارتفاع الأسعار في السلع الأساسية مما ينذر بزيادة كبيرة في عدد المحتاجين للمساعدات الغذائية.

وقال راميرو لوبيز دي سيلفا، مدير برنامج الأغذية العالمي في السودان "نقوم حاليا بإرسال فرق لتقييم الأوضاع في أكثر المناطق تضررا لتحديد عدد المحتاجين للحصول على المساعدات الغذائية بحلول شهر نيسان /أبريل المقبل."

وأضاف سيلفا "حتى الآن، لا يتوافر لدي البرنامج غذاء كاف لمساعدة أكثر من خمسة ملايين شخص يحتاجون المساعدة في العام الجاري في الشرق والجنوب وفى منطقة دارفور. وإذا استمر العدد في التزايد، فان السودان سوف يواجه كارثة."

هذا وقد أوضح تحليل البرنامج الذي أجراه مؤخرا عن سقوط الأمطار والزراعة أن الأمطار كانت غير كافية في عام 2004 في اغلب مناطق السودان فيما عدا جنوب غرب البلاد. فقد انخفض معدل هطول الأمطار الموسمية على سبيل المثال بواقع 60% مقارنة بعام 2003 في منطقة دارفور، فيما سجل انخفاضا قدره 50% في شمال كردفان وحوالي 60% في الجزيرة وكسلا في الشرق.

وخلصت الدراسة إلي تحديد مواطن الاهتمام للبرنامج في الجنوب والغرب والشرق، إضافة إلى التقييم الذي تم في ولايتي كسلا والبحر الأحمر. وقد قام برنامج الأغذية وشركاؤه بإرسال فرق لتقييم الأوضاع في كردفان وأعالى النيل وجبال النوبة، إضافة إلي إدراج بحر الغزال في الجنوب الغربي ضمن التقييم الشامل حيث أفادت تقارير عن تزامن نقص الغذاء مع عودة أعداد كبيرة من سكان الشمال إلى المنطقة.

وبالإضافة إلى اهتمام البعثة بتحديد عدد الأفراد المحتاجين للمساعدات الغذائية والإنسانية، فان البعثة سوف تنظر أيضا في السبل التي يتعامل بها الفقراء مع نقص الغذاء من أجل تحديد الكميات الغذائية المطلوبة استنادا إلى الأسعار ومدى توافر الغذاء في الأسواق المحلية.

ففي شهر نوفمبر الماضي، قدر البرنامج أن أكثر من ثلاثة ملايين شخص في الجنوب والشرق سوف يحتاجون للحصول على المساعدات الغذائية بحلول عام 2005، وبالرغم من توقيع اتفاقية السلام في التاسع من يناير لوضع نهاية لحرب أهلية دامت 21 عاما في الجنوب، فان البرنامج

تلقي 14% فقط حتى الآن من إجمالي 301 مليون دولار لتقديم المساعدات الغذائية في العديد من المناطق بالسودان.

وقال جيمس موريس، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي إن "هذا العام يمثل صعوبة للسودان وشعبه ويجب علينا جميعا مواجهة هذا التحدي."

وأضاف موريس قائلا إن في دارفور، تعرقل الصراعات والشغب وغياب الأمن مهمتنا في الوصول إلى هؤلاء المحتاجين للحصول على الطعام.

وقد أدي الهجوم المسلح على الشاحنات المتعاقدة للعمل مع البرنامج في الشهر الجاري في شمال دارفور إلى عرقلة تسليم المساعدات الغذائية، إضافة إلى فقدان نحو تسع شاحنات إلى الآن.

وفى المناطق المعرضة للجفاف ونقص الغذاء في السودان، فان معدلات سوء التغذية مرتفعة للغاية حتى إن أي ارتفاع بسيط في أسعار الغذاء يمكن أن يكون له أثر مدو يهدد حياة الكثير من المحتاجين.