منظور عالمي قصص إنسانية

الجمعية العامة تعقد دورة خاصة بمناسبة مرور ستين عاما على تحرير معسكرات الاعتقال النازية

الجمعية العامة تعقد دورة خاصة بمناسبة مرور ستين عاما على تحرير معسكرات الاعتقال النازية

عقدت الجمعية العامة اليوم دورة خاصة بمناسبة مرور ستين عاما على تحرير معسكرات الاعتقال والموت النازية، التي راح ضحيتها 6 ملايين يهودي وغيرهم إبان الحرب العالمية الثانية.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، كوفي عنان، "إنه لمن المهم بالنسبة لنا جميعا أن نتذكر، ليس فقط ضحايا الماضي الذين تخلى العالم عنهم، ولكن أيضا الضحايا المحتمل وجودهم اليوم وفي المستقبل".

وأضاف أن مثل هذا الشر يجب ألا يتكرر مرة أخرى وعلينا أن نكون حذرين ونراقب أية محاولات لإحياء العداء ضد السامية وأن نكون مستعدين لاتخاذ الإجراءات المناسبة ضد الأشكال المعاصرة لمعاداة السامية ، متذكرا في الوقت نفسه ضحايا الهولوكوست الآخرين الذين أعدمتهم ألمانيا النازية مثل السلوفاك وسجناء الحرب السوفييت والمعوقين وشهود يهوا والشواذ.

إلا أن الأمين العام أكد أن مأساة اليهود كانت فريدة من نوعها قائلا "إن حضارة بأكملها، ساهمت بشكل كبير في الثقافة والمعرفة في أوروبا والعالم، قد تم اجتثاثها وتدميرها وتحويلها إلى خراب".

وهذه هي المرة الأولى في تاريخ الجمعية العامة التي تعقد فيها جلسة لمثل هذه المناسبة وقد أعلنت 138 دولة تأييدها لعقد هذه الجلسة من بين الدول الأعضاء في الجمعية العامة والبالغ عددهم 191 دولة.

وفي إشارة إلى الإبادة الجماعية التي وقعت في رواندا وكمبوديا ويوغوسلافيا السابقة، أعلن الأمين العام "أنه في مناسبات مثل هذه يمكننا أن نردد أن مثل هذه الأفعال لن تقع مجددا أبدا إلا أن اتخاذ الأفعال أصعب بكثير من الأقوال فمنذ الهولوكوست فشل العالم أكثر من مرة في منع جريمة الإبادة الجماعية".

وأشار عنان أنه وحتى اليوم ترتكب "فظائع" في دار فور بغرب السودان حيث لقي عشرات الآلاف من الأشخاص حتفهم وتشرد أكثر من مليوني شخص آخرين بسبب القتال الدائر بين الحكومة والمليشيات الموالية لها وبين الفصائل المسلحة في الإقليم.

ومن المتوقع أن يتسلم الأمين العام غدا الثلاثاء تقريرا من لجنة حقوق الإنسان حول ما إذا وقعت جريمة إبادة جماعية في الإقليم أم لا.

كما حضر الأمين العام وزوجته قبل عقد الجلسة استقبالا شارك فيه الناجون من المعتقلات النازية وعدد من الضيوف بمن فيهم إيلي فيزل أحد الناجين من المعسكرات والحائز على جائزة نوبل للسلام.

كما تحدث أمام الجلسة الخاصة للجمعية العامة وزراء خارجية ألمانيا وإسرائيل وريثا جانبي الهولوكوست.

وقال رئيس الجمعية العامة، جان بينغ، إن الجلسة في حد ذاتها رمزية لأنه من خلالها سيتمكن المجتمع الدولي من التخلص من آثار مأساة الهولوكوست وبذلك يعبر عن إرادته القوية بإدانة كل الأفعال الاستبدادية وضمان عدم تكرارها.

أما برايان أيركهارت، وهو وكيل سابق للأمين العام وكان من بين أفراد قوة تابعة للحلفاء في الوصول إلى معسكر بيرغن بيلسن، فقد قال إن المناظر التي رآها عند وصوله المعسكر لا يمكن أن يصدقها أحد فالموتى منتشرون في كل مكان وهناك من يحتضر بالإضافة للظروف غير الإنسانية للمعسكرات نفسها مؤكدا مرة أخرى ضرورة منع تكرار مثل هذا الأمر.

أما وزير الخارجية الإسرائيلي، سيلفان شالوم، فقد قال إن الوقت لم يفت ليعمل المجتمع الدولي معا على نشر سياسة التسامح تجاه جميع الناس من جميع الأعراق والمعتقدات داعيا الجميع للوقوف والتعهد بعدم نسيان الضحايا وعدم التخلي عن الناجين وعدم السماح لمثل هذا الحدث بالوقوع مجددا.

كما تحدث في الجلسة الأمير زيد رعد زيد الحسين، الممثل الدائم للأردن لدى الأمم المتحدة، قائلا إنه من الطبيعي أن تقوم الجمعية العامة بإحياء مرور 60 عاما على تحرير معسكرات الموت والاعتقال النازية ومن أجل تذكر ملايين الموتى وتكريم الناجين من تلك المذابح والذين حرروها.

وأضاف ممثل الأردن أن محاكم نورمبرغ التي أنشأت من أجل محاكمة المحرضين على ارتكاب تلك الجرائم ضد الإنسانية وغيرها من المحاكم التي أتت بعدها مثل المحاكم الجنائية ليوغوسلافيا السابقة ورواندا تؤكد أن الإنسانية لن تقبل بمثل هذه الجرائم.

وأكد الأمير زيد بن رعد أنه من أجل منح هذه الذكرى الأهمية اللازمة يجب على الدول الأعضاء التصديق على ميثاق المحكمة الجنائية الدولية وعلينا أن نرد بفعالية على أية طغيان في أي مكان في العالم وعلى جميع انتهاكات حقوق الإنسان حتى لا تتكرر مثل هذه المأساة مرة أخرى وعلينا العمل بروح الجماعة على تأكيد مبادئ العدالة من أجل تحقيق سلام دائم في العالم.