مسؤول بالأمم المتحدة يطالب بأن تكون النظرة للعاملين في منظمات الإغاثة نظرة إنسانية بحتة وليست سياسية

وقال يان إيغلاند، في صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الصادرة يوم الخميس، "علينا توضيح الأمر بصورة أفضل لشرح الفرق بيننا وبين الجنود الذين يوزعون الخبر أحيانا وفي أحيان أخرى يقومون بالقاء القنابل وبيننا وبين المتعاقدين المدنيين الذين يعملون مع الجيش وبيننا وبين السياسيين الذي يعدون بالدواء من جميع الأمراض".
وقال إيغلاند إن أكثر من 30 عاملا إنسانيا لقوا حتفهم في أفغانستان منذ آذار/مارس الماضي، بينما قتل العشرات في أماكن أخرى من العالم.
وأضاف إيغلاند أن منظمة أطباء بلا حدود سحبت موظفيها الأسبوع الماضي من أفغانستان بسبب مقتل 5 من موظفيها في حزيران/يونيه الماضي وذلك بعد خدمة استمرت 24 عاما تخطت فيها جميع الصعوبات بما في ذلك الحرب الأهلية ونظام طالبان.
ولكن حسب إيغلاند فإن "مبدأ الإنسانية" يقضي بأن يستمر العاملون بالإغاثة في عملهم حتى ولو كانت المناطق التي يعملون فيها خطرة لمساعدة المدنيين.
وقال "إن العمل الإنساني يتضمن المخاطر، ولكن هذا هو الثمن الذي علينا دفعه من أجل الوصول إلى المحتاجين".
والقى إيغلاند باللائمة في هذه الهجمات الموجهة ضد العاملين في المنظمات الإنسانية إلى ما حدث في الولايات المتحدة في 11 أيلول/سبتمبر 2001 حيث لم يعد هناك فرق بين المساعدات الإنسانية والأهداف السياسية والعسكرية.
ولتقليص حجم التهديد وتأثيره على المنظمات الإنسانية التي تقوم بسحب موظفيها بسبب المخاوف الأمنية، فإنه من المهم جدا توضيح أن فكرة المساعدات الإنسانية تتجاوز الفروق الاجتماعية والسياسية وأنها تساوي بين جميع الجنسيات والاختلافات العرقية والأديان.
وقال إيغلاند "إن على المجتمعات المحلية معرفة أن المنظمات الإنسانية والعاملون فيها لديهم هدف واحد فقط وهو تخفيف معاناة الأشخاص، وأنه لا توجد لدينا حلول سياسية أو أجندة غير تخفيف ظلم الإنسان لأخيه الإنسان وذلك عبر تقديم المساعدات الإنسانية".