منظور عالمي قصص إنسانية

الأمطار المتقطعة والصراعات الأهلية والجراد الصحراوي ومرض الإيدز تشكل تهديدات خطيرة على الأمن الغذائي في الدول الأفريقية

الأمطار المتقطعة والصراعات الأهلية والجراد الصحراوي ومرض الإيدز تشكل تهديدات خطيرة على الأمن الغذائي في الدول الأفريقية

أفادت منظمة الأمم المتحدة الأغذية والزراعة (فاو) في أحدث تقرير أصدرته اليوم حول أفريقيا، أن 23 بلدا في الدول الأفريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى تواجه حالات غذائية طارئة خلال الموسم الصيفي.

وحذرت المنظمة أنه بالرغم من الإنخفاض الإجمالي في متطلبات المنطقة للمعونات الغذائية، إلا أن رداءة موسم الأمطار والصراعات الداخلية وفيروس نقص المناعة المكتسبة(الإيدز) وعملية غزو الجراد قد عرضت الملايين الى حالة خطيرة من إنعدام الأمن الغذائي، ناهيك عن الحاجة لتقديم المعونات الغذائية الطارئة لهم.

وذكر التقرير أن إحتياجات الدول الأفريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى من الغذاء للعام الحالي 2004 تقدر بنحو 29 مليون طن مقارنة بنحو 4 ملايين طن في العام الماضي.

وقد ترتب على الأزمة الإنسانية في إقليم دارفور الأكبر في السودان عواقب خطيرة على حالة الأمن الغذائي، حيث أشار التقرير إلى أن أكثر من 12 مليون إنسان قد اضطروا للتخلي عن مساكنهم وحقولهم .

وأشار التقرير أيضا الى أنه رغم هطول الأمطار بصورة جيدة وتحقق موسم حصاد حبوب قياسي في العام الماضي إلا أن آفاق عام 2004 سيئة للغاية حيث إن" التقارير تعطي صورة قاتمة سيما وأن الصراعات قد طوقت كل أجزاء دارفور الكبرى تقريبا، الأمر الذي أدى إلى تعطيل عملية الإنتاج الزراعي وبقية الأنشطة الضرورية الأخرى ".

ومما يذكر أن الموافقة قد تمت على تنفيذ عملية طارئة مشتركة بين منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في الثالث من حزيران/يونيه الماضي، لتقديم أكثر من 195 مليون دولار على شكل معونات غذائية طارئة لمليوني شخص تضرروا في السودان .

وفي أفريقيا الشرقية أدت رداءة موسم الأمطار والآثار البطيئة المتواصلة لموجات الجفاف والصراعات الى تفاقم حالات خطيرة من نقص الإمدادات الغذائية في عدة بلدان.

وأفاد التقرير أن الحالة في الصومال تثير المخاوف الى حد كبير سيما وأن الآثار المتراكمة لموجات الجفاف المتكررة والصراعات الأهلية المتواصلة منذ فترة طويلة قد أدت إلى وقوع حالات شديدة من إنعدام الأمن الغذائي فيها.

وفي إثيوبيا، وبالرغم من موجة التفاؤل المبكر، فإن الأمطار لم تكن كافية، في حين أن في إريتيريا من المحتمل جدا أن يكون موسم الحصاد متأثرا بالجفاف. أما في أوغندا فإن آفاق المحاصيل غير مواتية وذلك بسبب الأمطارغير المنتظمة الأمر الذي جعل البلاد تشهد حالات من إنعدام الأمن الغذائي وخاصة شمال غرب البلاد.

تبقى حالة إمدادات الأغذية إجمالا في غرب القارة الأفريقية مرضية، مما يعكس مواسم جيدة في عام 2003، غير أن تقرير المنظمة يؤكد أن المصاعب الغذائية تبقى متواصلة في عدة بلدان أُخرى.

ففي تشاد على سبيل المثال أدى القتال في المنطقة القريبة من السودان الى تدفق 200000 لاجئ تقريبا الأمر الذي جعل مخزونات السكان المحلية من الأغذية تقع تحت ضغط شديد، مما أدى إلى إرتفاع أسعار الحبوب بصورة ملحوظة.

وإستنادا الى تقديرات عام 2004 بشأن حصاد الحبوب في الجزء الجنوبي من القارة الأفريقية فإن الإنتاج كان بحدود 20 مليون طن أي بنسبة إنخفاض مقدارها 4% مقابل العام الماضي. فقد إنخفض إنتاج الذرة الذي يعد المحصول الأهم في المنطقة بنسبة 9% مقارنة بالسنة الماضية ليبلغ 14 مليون طن.

وتجدر الإشارة الى أن التقرير حول أفريقيا يصدر عادة عن دائرة النظام العالمي للمعلومات والإنذار المبكر لدى منظمة الأغذية والزراعة ويستند بصورة جزئية إلى تقارير البعثات المشتركة بين المنظمة وبرنامج الأغذية العالمي إلى البلدان الأفريقية طوال السنة.