منظور عالمي قصص إنسانية

تزايد خطر الجراد الصحراوي في شمال غرب أفريقيا

تزايد خطر الجراد الصحراوي في شمال غرب أفريقيا

media:entermedia_image:fc7c05df-1705-4862-87ff-0623ef097936
حذرت اليوم منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) من أن حالة الجراد في شمال غرب أفريقيا مثيرة جدا للقلق بالرغم من عمليات المكافحة المكثفة، مشيرة الى أن أعدادا هائلة من الجراد قادمة الى المنطقة.

ودعت المنظمة كلا من تشاد ومالي وموريتانيا والنيجر والسنغال الى الإستعداد للقيام بعمليات مكافحة ومسح مكثفة ضد أسراب الجراد الصحراوي التي قد تصل من جهة الشمال لتغزو مناطق إنتاج المحاصيل عند الساحل.

وإستنادا الى المسؤول في مجموعة مكافحة الجراد لدى المنظمة، كليف إليوت، "فإن الجراد يتكاثر في آلاف النقاط فوق مساحات كبيرة من جبال الأطلس الممتدة من المغرب والجزائر وتونس بإتجاه غرب ليبيا ".

وتفيد التقارير أن أسرابا صغيرة قد بدأت بالفعل بالتجمع شمال موريتانيا وأحدثت أضرارا بمحاصيل الدخن والذرة وأشجار النخيل والخضراوات .

وقد تم منذ تشرين الأول/أكتوبر2003 معالجة مساحة إجمالية مقدارها 21 مليون هكتار بمبيدات الحشرات في كل من الجزائر وليبيا وموريتانيا والمغرب وتونس .

وأشار خبير المنظمة الى أنه "رغم عمليات المكافحة المكثفة جوا وبرا فإنه يصعب جدا التعرف أو معالجة جميع البؤر الموبوءة بالجراد الصحراوي في مناطق صحراوية شاسعة وغالبا ما تكون نائية"، مؤكدا أن "فرق المكافحة تبذل قصارى جهدها غير أن الأمر أشبه مايكون بسباق مع الزمن إذ أن أسراب الجراد بدأت تتحرك جنوبا بإتجاه الساحل، ومن المحتمل أن تتحرك بعض الأسراب شرقا بإتجاه غرب السودان".

وجدير بالذكر أن الفاو قد وجهت نداءا طارئا تدعو فيه الى تأمين مبالغ إضافية تصل الى 17 مليون دولار لمساعدة البلدان للتخلص من بؤر الجراد وأسرابه، لكنها لم تتلق سوى بعض الإستجابات من المانحين مع نفاذ الوقت.

وقد تم صرف ما يزيد على 40 مليون دولار منذ شهر تشرين الأول/أكتوبر 2003 على عمليات مكافحة الجراد، حيث تم تأمين معظم تلك المبالغ من قبل البلدان المتأثرة بالجراد، أما الجهات المانحة الدولية مثل المفوضية الأوروبية وإيطاليا والنرويج وإسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية فانها قد أسهمت الى الآن بمبلغ يزيد على 5 ملايين دولار .

وحذر إليوت أنه "إذا ما لم تتوفر هذه الأموال بسرعة فإن المنطقة بأكملها ستكون عرضة لوباء واسع النطاق مع نهاية عام 2004".

ومما يذكر أن آخر وباء للجراد الصحراوي في الفترة 1987-1989 قد إستغرق عدة سنوات وكلف ما يزيد على 300 مليون دولار قبل أن تتم السيطرة والقضاء عليه بصورة نهائية.