منظور عالمي قصص إنسانية

غرس الأشجار في الصحراء لمكافحة التصحر وتحسين سبل إدارة الموارد المائية في الشرق الأدنى

غرس الأشجار في الصحراء لمكافحة التصحر وتحسين سبل إدارة الموارد المائية في الشرق الأدنى

media:entermedia_image:64ea2981-f50d-4d48-82cf-92ec28916372
قالت اليوم منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) إن بلدان الشرق الأدنى تبدي اهتماما متزايدا في غرس الأشجار لتحسين نوعية المياه وتعزيز الأمن الغذائي فيها.

وفي تصريح بمناسبة بدء إجتماعات هيئة الغابات لإقليم الشرق الأدنى، قال المدير العام المساعد مسؤول قطاع الغابات في المنظمة، محمد حسني اللقاني ، إنه "رغم عدم وجود مساحة كبيرة من الغابات فإن ظاهرتي التشجير وإنتشار الأراضي الخضراء تكتسبان أهمية في إقليم الشرق الأدنى بغض النظر عن الأحوال المناخية القاسية " مشيرا الى أن "غرس الأشجار لا يساعد الإقليم على التمتع بنوعية أفضل من الموارد المائية فحسب بل يساهم في دورها كمصدات للرياح ".

ومن المقرر أن تبدأ اليوم في العاصمة اللبنانية، بيروت، إجتماعات هيئة الغابات للشرق الأدنى في الفترة من 24 ولغاية 27 من أيار/مايو الجاري، بمشاركة نحو 20 بلدا لبحث أهمية الغابات في تحقيق الأمن الغذائي والمائي.

وتغطي الغابات رقعة تقدر بنحو 110 مليون هكتار من أراضي إقليم الشرق الأدنى، أي ما يساوي 59 في المائة من مساحة الأراضي في المنطقة. ويشكل السودان أكثر من نصف المساحة الإجمالية للغابات في الإقليم المذكور .

وحسب تقارير الفاو فإن نحو 83 مليون هكتار تعتبر مناطق غابات مزروعة في إقليم الشرق الأدنى، وتشكل إيران وتركيا نحو نصف تلك المناطق، حيث أن الغابات المزروعة تمثل 55 في المائة من المساحة الإجمالية للغابات في المنطقة .

وتعد الغابات مصدرا مهما لخشب الوقود وعلف المواشي، إذ أن الغابات في الإقليم تؤمن نحو مليوني متر مكعب من المنتجات الخشبية وما تزيد قيمته عن 100 مليون دولار من المنتجات غير الخشبية المصدرة مثل الصمغ العربي ، والفلين والفستق والعسل.

وبالرغم من أن الغابات تستهلك المياه، إلا أنها تسهم في إدارة مساقط المياه وتنظم تدفقه فضلا عن أهميتها في صد الرياح وفي كونها أحزمة خضراء تحمي التربة والمزروعات من الرياح والتعرية.

ففي الشرق الأدنى التي تعد من أشد المناطق معاناة من ندرة المياه حيث لا تتوفر سوى 22 في المائة من الموارد المائية المتجددة في العالم، تشكل الإدارة المستديمة للغابات مفتاحا لتحسين حالة الأمن المائي والتخفيف من حدة الفقر.

وفي الوقت الحاضر تواجه البلدان في إقليم الشرق الأدنى نقصا وشيكا في الموارد المائية الأمر الذي يهدد بزوال الغابات نتيجة ظاهرتي التوسع الزراعي والتوسع الحضري . فقد إنخفض إجمالي رقعة الغابات في الشرق الأدنى بما يقل قليلا عن مليون هكتارسنويا خلال العقد الأخير، وقد سجلت ستة دول في الإقليم إنخفاضا في رقعة الغابات فيها.

وسيتبادل ممثلو البلدان المشاركة في إجتماعات بيروت الخبرات والأفكار في إستغلال الغابات للمساعدة في تلبية الطلبات المتزايدة على المياه في الإقليم وفي مكافحة التصحر عن طريق غرس الأشجار.