منظمة الأغذية والزراعة تطلق حملة لصالح التنوع البيولوجي دعما ليوم الأغذية العالمي وبرنامج " تليفود" لعام 2004

المعروف أن التنوع البيولوجي يشمل عددا لا يحصى من النباتات التي يتغذى عليها الانسان أو تشفيه من العلل، فضلا عن الكثير من أصناف المحاصيل والأنواع المائية ذات الميزات الغذائية المحددة وكذلك أنواع المواشي التي تتكيف للعيش في بيئات قاسية بالإضافة الى الحشرات التي تلقح الحقول والكائنات الدقيقة التي تتولد منها التربة .
وتعد المحافظة على التنوع البيولوجي وإستخدامه بصورة مستدامة المفتاح لتأمين الغذاء لنحو 800 مليون شخص يعانون سوء التغذية في البلدان النامية.
ويتعرض التنوع البيولوجي الذي يعد أمرا جوهريا بالنسبة للزراعة وإنتاج الأغذية الى عدة مخاطر، منها ظاهرة الزحف بإتجاه المناطق الحضرية ، وإزالة الغابات والتلوث وتحول الأراضي الرطبة.
ونظرا للتحديث الذي طرأ على القطاع الزراعي والتغيرات في الوجبات الغذائية والكثافة السكانية، فإن الكثير من الناس يعتمدون وبإستمرارعلى قدر محدود من التنوع البيولوجي الزراعي في مجال الإمدادات الغذائية حيث أن نحو 12 نوعا من الحيوانات تشكل 90 في المائة من نسبة البروتين الحيواني الذي يستهلك عالميا، و 4 أنواع من المحاصيل فقط تؤمن نصف مايحتاجه الانسان في غذائه من السعرات الحرارية عن طريق النباتات .
وحسب تقديرات المنظمة فإن نحو ثلاثة أرباع التنوع الوراثي الذي تم إكتشافه في المحاصيل الزراعية قد تعرض للضياع خلال القرن الماضي، حيث أن 1350 سلالة حيوانية من أصل 6300 سلالة تتعرض لخطر الإندثار أو قد إندثرت فعلا . لذلك يشكل هذا الإضمحلال السريع لمستودع الجينات موضع قلق.
وتقول المنظمة أن إنخفاض التنوع البيولوجي ينطوي عليه إنخفاض عدة خيارات لضمان أنواع غذائية مختلفة إضافية، فضلا عن تعزيزها للإنتاج الغذائي ورفع مستويات الدخل وتعايشها مع المعوقات البيئية وإدارة النظم البيئية .
وفي رأي المنظمة أن الإمكانيات التي تتيحها الطبيعة والمحافظة عليها والإستفادة منها تمثل أمرا حرجا بالنسبة للأمن الغذائي والزراعة المستدامة.
ومن المنتظر أن تؤدي المعاهدة الدولية الخاصة بالموارد الوراثية النباتية للأغذية والزراعة والتي ستدخل حيز التنفيذ في 29 حزيران/يونيه القادم من العام الحالي، دورا حاسما في المحافظة على الموارد الوراثية النباتية وإستغلالها بصورة مستدامة بالإضافة الى الجهود المبذولة في المستقبل لتحقيق الزراعة المستدامة والأمن الغذائي .
وتجدر الإشارة الى أن الإحتفال بيوم الأغذية العالمي يتزامن كل عام مع عيد تأسيس المنظمة في 16تشرين الأول/ أكتوبر عام 1945 الذي يجري الإحتفال به في 150 دولة تقريبا.
وتجدر الاشارة أيضا الى أن الأموال التي تم جمعها من خلال حملات "تليفود" وحملات التوعية العامة بما في ذلك العروض التلفزيونية فإنها قد أسهمت في مساعدة الأسر الريفية على الإستفادة من أكثر من 1600 مشروع في 122 بلداً لزيادة إنتاجها الزراعي وتأمين غذائها ذاتيا وبصورة أفضل.